أثارت زوابع الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا وسوريا الإثنين قبل الماضي في 6 فبراير ذعر وهلع العالم أجمع، حيث توقع العديد من الخبراء في مجال الزلازل تدمير الأرض وسط مخاوف وتساؤلات عما إذا كانت قشرة الأرض قد أصيبت بالفعل بتصدعات قد تودي إلى نهاية البشرية؟ ولماذا تشهد العديد من البلدان هزات أرضية في أوقات متزامنة؟
تعرضت عدة مناطق حول العالم صباح يوم الخميس، لهزات أرضية بعضها عنيف، منها دولتين عربيتين.. ففي ليبيا تعرضت مدينة المرج شرق ليبيا لهزة أرضية جديدة، شعر بها مع معظم السكان، وتعد الهزة الرابعة التي تسجل خلال الأيام الماضية، ما زادت المخاوف بشأن الزلازل.
وناشد عميد المجلس البلدي المرج الجهات الحكومية تجهيز غرفة طوارئ خاصة بالبلدية، بجميع الإمكانيات والإمدادات الطبية اللازمة، استعدادا لحدوث أي طارئ، محذرا من نقص الخدمات ومستلزمات الطوارئ والأمن والسلامة وضعف البنية التحتية.
الهزة الجديدة عززت المخاوف في ليبيا بشأن وقوع الزلازل، حيث شهدت مدينة درنة الإثنين الماضي هزة بلغت قوتها 4 درجات على مقياس ريختر، حسب ما رصدته مؤسسة “رؤية” الليبية لعلوم الفضاء وتطبيقاته، وأكده أيضا موقع “فولكانو ديسكافري” المتخصص في الرصد الجيولوجي.
وتسبب وقوع تلك الهزات في حالة من الفزع، حيث تداولت صفحات ليبية على مواقع التواصل تحذيرات من “زلزال كبير” سيضرب مدينة المرج، يتراوح بين 6.5 و7.5 درجة على مقياس ريختر.
ويأتي ذلك في ظل المخاوف بشأن تعرض الصفائح الأرضية لمنطقة شمال إفريقيا إلى ضغط جراء ما حدث في زلزال تركيا، حيث دعت تلك الصفحات إلى الاستعداد مبكرا لأي طارئ، وأوله توفير مخزون استراتيجي طارئ من أغطية وبطاطين وفرش وخيام وملابس وفحم ومواد طبية ومواد غذائية، ورفع درجة الاستعداد لدى أجهزة الحماية المدنية وعمل تدريبات وتوعية ومحاكات لعمليات الإنقاذ، وتدريب متطوعين ومنتسبين جهات أمنية والهلال الأحمر علي عمليات الإنقاذ تحت الأنقاض، مع الإسراع في شراء رادارات وأجهزة رصد وإنقاذ.
ويبدو أن المنطقة العربية تأبى أن تستريح بعضا من الوقت بعد الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا وامتد لعدة بلدان مجاورة.. ليستقيظ الأردنيون اليوم على هزة أرضية جديدة ضربت منطقة البحر الميت في المملكة الأردنية، بعمق وصل إلى نحو 7 كيلو مترات.
وأوضح مرصد الزلازل الأردني أن منطقة شمال البحر الميت تعرضت لهزة أرضية جديدة بقوة 3.4 درجة على مقياس ريختر، وعمق 7 كيلومترات، فيما أشار رئيس المرصد غسان سويدان، إلى أن تلك الهزة تعد من الزلازل الضعيفة، ولا يتم الشعور بها.
وتعد تلك هي ثالث الهزات الأرضية التي تتعرض لها الأراضي الأردنية خلال الـ48 ساعة الماضية، إذ شهدت منطقة البحر الميت، ووادي عربة هزتين أرضيتين بقوة درجات على مقياس ريختر، لم يسفرا عن وقوع أي أضرار بين الأشخاص أو المباني.
ويشهد كوكب الأرض حالة من الهزات الأرضية المتتالية خلال الأيام الماضية، التي تبعت الزلزال المدمر الذي ضرب الأراضي السورية والتركية 6 فبراير الجاري، وأسفر عن رحيل نحو 40 ألف شخص في البلدين، وإصابة أكثر من 100 ألف آخرين.
وبالأمس ضرب زلزال بقوة 6 درجات على مقياس ريختر جزيرة سامار الفلبينية، دون الإعلان عن الأضرار التي تسبب بها الزلزال في الأراضي الفلبينية.
كما أعلن المركز الأميركي لرصد الزلازل أن زلزالا بقوة 6.1 درجات ضربت وسط الفلبين، ليل الأربعاء الخميس، دون وقوع أضرار أو ضحايا.
والهزة التي لم تكن عميقة ضربت جزيرة ماسبات وسط الأرخبيل فيما لم يصدر أي تحذير من حدوث تسونامي.
يقع مركز الزلزال على بعد 11 كيلومترا من أقرب قرية، بحسب المصدر نفسه. ولم ترد أنباء على الفور عن وقوع إصابات أو أضرار مادية.
في الأول من فبراير، ضرب زلزال بقوة 6 درجات جنوب الفلبين حيث حذرت السلطات المحلية في حينها من أضرار وهزات ارتدادية.
تشهد الفلبين باستمرار زلازل بسبب وقوعها على “حزام النار”، وهو قوس النشاط الزلزالي المكثف الذي يحيط بالمحيط الهادئ عبر اليابان وجنوب شرق آسيا.
ويبقى السؤال المحير الذي لا يعرف الإجابة حتى الآن.. حتى الزلازل المتكررة دليل على نهاية الزمان؟ وترقب للزلزال الكبير الذي سينهي الكوكب؟