«هل صدق المنجمون؟».. سؤال بات مطروحا بقوة لدى متابعي أصحاب التنبؤات أو العرافين.. بعد أن خرجت التوقعات عن طبيعتها بعد الأحداث الأخيرة المتتالية بدءا من زلزال تركيا ومرورا بتصعيد المواجهة بين روسيا وأوكرانيا وصولا إلى أوضاع المشاهير.
مع بداية كل عام ميلادي تسيطر التنبؤات والتحليلات التي يدلي بها العرافين لمختلف وسائل الإعلام على المتابعين كافة ما بين مصدِّق ومكذِّب ومتحفظ على ذلك الأسلوب في استقراء المستقبل.
معارضو تلك التوقعات يرونها طريقة منافية للعلم بينما يلهث مؤيدوها وراء كل حدث عساهم يجدون في تطابقه مع التوقعات المسبقة بشأنه ما يدعم حجتهم ويعزز موقفهم.
لم تكد تركيا تنتهي من حصر أضرار الزلزال الذي لم يبق من كثير من مدنها ولم يذر، حتى خرج متابعو العرافين يطابقون بين الزلزال وبين تنبؤات سابقة في بداية العام الحالي.
زلزال تركيا ذاته كان محورا لتوقعات أدلت بها العرافة اللبنانية ليلى عبد اللطيف التي توقعت أن تتعرض دولة بعينها في المنطقة إلى تداعيات صعبة بسبب غضب الطبيعة.. لم تحدد ليلى عبد اللطيف تلك الدولة ولم تسمّْها على وجه التحديد لكنها تمسك بتنبؤاتها بأن تلك التداعيات ستحدث العام الجاري. وقد حدثت.
المشاهير أيضا لم يسلموا من توقعات العرافين التي نالت من حياتهم الشخصية وسمعتهم وكأن للعرافين رصد من أسرار مشاهير الفن والسياسة، فما أن بدأ العام الحالي ألفين واثنين وعشرين حتى انبرت عرَّافة المشاهير مهوني فيدنت تدلي بما لديها من تنبؤات حول نجوم ونجمات الفن.
النجمة الأمريكية جينيفر لوبيز وزوجها بن أفليك ظلت حياتهما تسير هادئة مطمئنة لكن ما أن بدأ العام حتى نالتهما توقعات عرافة المشاهير مهوني فيدنت والتي أخذت تحلل وتتنبأ بمصير العلاقة بين النجمين التي طالما كانت مادة دسمة للمهتمين بأخبار الفنانين. حيث رأت العرافة أن زواج النجمين ربما لا يدوم طويلا على الرغم من المشاعر الجياشة بينهما التي لن تكون حائلا دون الخلافات.
توقعات عرافة المشاهير بشأن مصير زواج النجمين تطابق تحليلا لطبيب نفسي استنتج أن النجمة الأمريكية الشهيرة ربما تعاني مشكلات نفسية بسبب أرواح شريرة.
مع حديث العالم عما يسمى «ساعة يوم القيامة» المرتبطة باندلاع مواجهة عالمية شاملة تعود إلى الأذهان توقعات العراف الفرنسي الشهير نوستراداموس، خصوصا مع حالة التصعيد القائمة لحظيا بين روسيا وأوكرانيا بينما كان العراف الفرنسي قد توقع مواجهة كبيرة تحدث خلال عام ألفين وثلاثة وعشرين ستترك العالم محاصرا بتداعيات اقتصادية جراء ارتفاع معدل التضخم ثم تزايد نسبة الركود.
تغير مدار الأرض وارتباطه بالتغير المناخي وحدوث تداعيات جراء غضب الطبيعة تطال دولا بعينها كان محور توقعات العرافة البلغارية بابا فانجا بشأن العام الحالي التي رحلت تاركة العالم في حيرة بشأن توقعاتها ويرى مؤيدوها أن التغيرات المناخية الحالية وارتفاع مناسيب البحار المثبت علميا دليل صدق توقعاته العرافة الراحلة.
زعيم الطرب جورج وسوف المكلوم حزنا على فراق ابنه والذي لم يتمالك نفسه من سيطرة الحزن يوم وداع ابنه الذي كان بالنسبة له قرة عينه.. ناله من نالته من توقعات عرافة لبنانية في بداية العام التي قالت في بداية العام الحالي بأنها «تخاف عليه». إلى أن عاش جورج أشد لحظات معاناته بفراق ابنه.
لم يكمل عام ألفين واثنين وعشرين يكمل ربعه الأول حتى داهمت العالم أحداث قِيل «إنها تنبؤات عرافين» لكن ذلك القول تُفَنِّده أصوات العقل الداعية إلى تقديم وإعلاء قيمة العلم قبل التوقعات والاجتهادات الشخصية.