نبي وابن نبي، بعث إلى قومه ليخبرهم بأوامره ونواهيه، فانتهت حياته بشكل مأساوي. نهاية أغضبت الرب، وسَلطتِ بعدها انتقاما حرق الأخضر واليابس وقضى على حيوات الآلاف من البشر، قصتنا اليوم عن نبي الله يحيى عليه السلام وكيف سُلم رأسه إلى بغي من بغاة بني إسرائيل.
وتتعدد الروايات في ذكر وفاة نبي الله يحيى، ولكن القاسم المشترك بينها هو القسوة التي تم بها الأمر في النهاية.
ففي احدى الروايات، أراد أحد ملوك بني إسرائيل أن يتزوج من إحدى محارمه، ولكن نبي الله يحيى حذره من خطورة فعله وأكد عليه أن هذا من المحرمات التي لا تجوز بأي حال من الأحوال.
أراد الملك إغراء النبي يحيى بالأموال والسلطان وطلب منه أن يفتي له بتحليل الزواج وفي المقابل يكون له ما يريد، رفض نبي الله رفضا قاطعا، ولكن هذا لم يثر غضب الملك نفسه فقد كان مبجلا لنبي الله يحيى ومحبا له، لكنه أثار غضب المرأة التي كان الملك يريد أن يتزوجها.
وطلبت من الملك مهرا مفاجئًا، طلبت منه رأس يحيى عليه السلام كمهر لها. وفعلا أمر الملك بأن يؤتى بيحيى من محراب تعبده وأن تفصل رأسه عن جسده ويتم إهدائها إلى تلك المرأة.
تلك كانت الرواية الأولى، أما الرواية الثانية فهي أن أحد ملوك بني إسرائيل كان يتردد على باغية من بني إسرائيل.كانت تلك الباغية تحنق حنقا شديدا على يحيى عليه السلام لسبب أنه لم يسلمها نفسه في الماضي، وخلق ورود الملك عليها فرصة سانحة لها لترد الصاع له وتحقق انتقامها.
جاء انتقام الباغية عن طريق ابنتها، فبعد تجهيزها لها أخبرتها بأن تشترط على الملك حين يواقعها أن يحقق لها أي رغبة تريد، وعندما عرضت الأمر على الملك فورا ولم يكن يعلم أن الطلب هو رأس نبي الله يحيى عليه السلام.
وباقي الروايات الواردة في هذا الأمر تتفق كلها مضمونا في هذا النهاية المأساوية لكنها تختلف في بعض تفاصيل الشخصيات والأحداث التي أدت لهذه النهاية المفجعة لنبي الله يحيى.
تلك الفترة الزمنية شهدت الكثير من المحاولات للقضاء على أنبياء الله، ومن المعلوم أن نبي الله عيسى كان ممن يعيشون في تلك الفترة مع بني الله يحيى.
وبعد رفعه إلى السماء، ووفاة نبي الله يحيى تورد بعض الروايات أن الانتقام جاء عن طريق نبوخذ نصر الثاني أو كما يعرف بـ”بختنصر”، فقد غزا بني إسرائيل وقضى على سبعين ألفاً منهم انتقاماً لنبي الله يحيى عليه السلام.
لقد البعض نقد تلك الرواية وزعم أن نبوخذ نصر عاش قبل عهد نبي الله يحيى وعيسى عليه السلام بكثير، وأن حادثة تخريب بيت المقدس علي يد بختنصر كانت قبل وجود المسيحية بـ633 سنة كاملة.