أفتي مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، أن حجاب المرأة المسلمة واجب وفرض على كل مسلمة بلغت سن التكليف، والمقصود بسن التكليف: هو السن الذي تري فبه الأنثى الحيض وتبلغ فيه مبلغ النساء، فعليها بستر وجهها عدا الوجه والكفين.
وقال الأزهر في فتواه: إن الكثير من السيدات يجهلن قيمة الحجاب للنساء كبار السن الذين يطلق عليهم القواعد، ولا يعرفن مدي إلزامية ارتداءها للحجاب، وأن هذه الأمور تثير حيرة بعض النساء.
وذكر قول الله تعالى: «وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاءِ اللَّاتِي لا يَرْجُونَ نِكَاحًا فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَنْ يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ وَأَنْ يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَهُنَّ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ» (سورة النور: 60).
وأوضح أن القواعد جمع قاعد، وهي المرأة التي بلغت من السن مبلغًا يجعلها لا تشتهي، ولا تشتهي، ففي تفسير القرطبي: قال ربيعة: هي التي إذا رأيتها تستقذرها من كبرها، وقال الرازي: قال المفسرون: هن اللواتي قعدن عن الحيض والولد من الكبر، ولا مطمع لهن في الأزواج، والأولى ألا يعتبر قعودهن عن الحيض، لأن ذلك ينقطع والرغبة فيهن باقية، فالمراد قعودهن عن حال الزوج، وذلك لا يكون إلا إذا بلغن في السن بحيث لا يرغب فيهن الرجال.
وفسر أن المراد بالثياب في قوله «أن يضعن ثيابهن» هو الثياب الظاهرة العباءة والجلباب، وليس المراد كشف العورات”، مستندًا إلى قول الألوسي: “يعني الثياب الظاهرة التي لا يفضي وضعها لكشف العورة كالجلباب والرداء والقناع الذي فوق الخمار”.
وفيما يخص قيام القواعد بكشف شعرهم، أكد مركز الأزهر، أن الجصاص في تفسيره قال: “لا خلاف في أن شعر العجوز عورة لا يجوز للأجنبي النظر إليه كشعر الشابة، وأنها إن صلت مكشوفة الرأس كانت كالشابة في فساد صلاتها، فغير جائز أن يكون المراد وضع الخمار بحضرة الأجنبي”.
وعن معنى قوله: “غير متبرجات بزينة”، يبين مركز الفتوى: “غير مظهرات للزينة لينظر إليهن”، مستشهدا بقول ابن العربي في أحكام القرآن: “أي غير مظهرات لما يتطلع إليه منهن، ولا متعرضات بالتزين للنظر إليهن، وإن كن ليس بمحل ذلك منهن، وإنما خص القواعد دون غيرهن لانصراف النفوس عنهن”.
واستكمل معنى قوله «وأن يستعففن خير لهن» أي أن يستعففن كما تستعفف الشواب، فيتركن الأخذ بهذه الرخصة خير لهن”، مضيفًا أن القرطبي ذكر أن “استعفافهن عن وضع الثياب والتزامهن ما يلزم الشواب أفضل لهن وخير”.