هل سمعت بليلةٍ تأتي من حيث مكانتها وقدرها بعد ليلة القدر؟.. وما هي المعجزات الربانية التي ارتبطت بتلك الليلة والتي أسهرت عيون أصحاب الحاجات على أبواب قضائها في ساعات الليل؟ وما هي اللذة التي تنتظر الساهرين من قبل مطلع الفجر؟
قدرها بعد ليلة القدر
إنها ليلة النصف من شعبان التي جعل الله لها قدرا ومكانة بين لياليه وأيامه.. وقال أهل العلم بأنها ليلة تأتي بعد الليلة المباركة التي أنزل الله بشأنها سورة كاملة في كتابة وهي ليلة القدر.
أم المؤمنين عائشة كانت من اعلم الناس بتلك الليلة وخيرها ومعجزاتها وهي التي نقلت عن النبي الكريم – صلى الله عليه وسلم – هدية السماء إلى المؤمنين في تلك الليلة التي يقول عنها النبي الكريم.
نزول الله إلى السماء
«إن الله تعالي ينزل ليلة النصف من شعبان إلى سماء الدنيا فيغفر لأكثر من عدد شعر غنم كلب»، ولكن لماذا استخدم النبي الكريم ذلك الوصف في وصف أعداد الرابحين من عبادة ليلة النصف من شعبان.
كان النبي الكريم يحرص في إيصال المعلومة على مراعاة واقع الحال وطبيعة البيئة التي يعيش فيها الإنسان الذي يخاطبه وذلك خص النبي الكريم شعر غنم كلب؛ وذلك لأنه لم يكن في العرب أكثر غنما منهم.
موعد مع المغفرة
ومن معجزاتها أن الله – سبحانه وتعالي – ينزل إلى السماء الدنيا نزولا يليق بكماله وجلاله بدءا من غروب الشمس ويقول: ألا من مستغفر فأغفر له .. وليس هذا فقط إن ليلة النصف من شعبان أيضا هي الليلة التي يطلع فيها الله على عباده حيث يكونون جميعا على موعد مع المغفرة التي هي عند المؤمنين أغلى من كنوز الدنيا فيصفح الله عنهم.. لكن يبقى اثنان بعيدان عن هذه المغفرة وهما كل مشرك بالله أو مشاحن يحمل في قلبه بغضاء أو سوء نية نحو أحد من عباد الله.
فهل في تلك الليلة ونهارها واجبات على المسلمين؟
فيوضات الرحمات والرزق الوفير
لأن ليلة النصف من شعبان ليلة مباركة فحتما لها مكانة خاصة وتعامل مميز من المؤمنين.. فلقد أمر النبي الكريم – صلى الله عليه وسلم – بقيام ليلها وصيام يومها.. لأن الله ينزل في تلك الليلة وفيها تفيض الرحمات والرزق الوفير
خير لا ينقطع
لا تتوقف بركة الليلة المباركة عن حد المغفرة وهي بالنسبة لطالبي رضوان الله كل شئ..بل إن خيرها يمتد أيضا إلى معجزات الرزق في الدنيا.. ففي نفس الحديث الشريف الذي أوصل رسول الله – صلى الله عليه وسلم – هدية الله إلى المؤمنين في ليلة القدر بنزوله إلى السماء الدنيا للمغفرة.. يقول النبي الكريم إن الله يقول أيضا في تلك الليلة أَلا مُسْتَغْفِرٌ فَأَغْفِرَ لَهُ، أَلا مُسْتَرْزِقٌ فَأَرْزُقَهُ، أَلا مُبْتَلًى فَأُعَافِيَهُ، أَلا كَذَا،، حَتَّى يَطْلُعَ الْفَجْرُ”.
فهل نويت الحصول على فوائد من تلك الليلة؟