مثلما كانت حياته معجزة هكذا كان رحيله معجزة ووراءه سر وآية وحكمة من الله، سخر الله له كل شئ وجعل له ملكا لم يكن لأحد قبله أو بعده، وعند رحيله لم يعلم حتى الجان عن رحيله، والسبب وراءه قصة غريبة، إنه النبي سليمان الذي أخفى الله رحيله عاما كاملا فما هي حكاية الرحيل الغامض للنبي سليمان أعظم ملوك الأرض !
من هو النبي سليمان ؟
نبي الله سليمان بن داوود عليه السلام هو أحد أنبياء الله، حكم بعد وفاة أبيه وكان عمره لا يتجاوز الثلاثة عشر عاما
منحه الله عز وجل ملكا لم يحظ به أحد من بعده.
فسخر الله الجان والطير والرياح حتى الشياطين، وعاش يحكم قرابة الأربعين عاما .. لكن وفاة هذا النبي كان وراءها حكايات كثيرة وأسرار ذكرها مؤرخون مثل ابن كثير وابن عباس بالتفصيل.
شجرة الخراب
وفقا لأحاديث المؤرخين والصحابة رضوان الله عليهم .. أن سيدنا سليمان كان يذهب كل فترة إلى بيت المقدس مدة من الزمن
فكان في كل مرة يذهب فيها يجد شجرة قد نبتت في بيت المقدس.
فيسألها عن اسمها وكان الله سبحانه وتعالى أعطاه هبة أن يتحدث مع النباتات ، فإن كانت نبتة للزرع قام بزراعتها في مكانها ، وإن كانت الشجرة للدواء زرعها للدواء.
حتى جاء يوم نبتت بنتة اسمها الخروبة فسألها سليمان ..لأي شيء انت ظهرت ؟ فقالت: أنا لخراب بيت المقدس
فحزن سليمان وعلم أن تلك النبتة ما نبتت إلا لهلاكه هو ثم خراب بيت المقدس.
رحيل سليمان
شعر سليمان بالحزن فنزع الشجرة من مكانها ثم زرعها في حائط له، واعتكف يتعبد في بيت المقدس وهو متكئا على عصاه حتى أدركته المنية وهو على تلك الحال.
لم تعلم الشياطين بخبر وفاة سليمان إلا حين دخل أحد الجان من كوةٍ في بيت المقدس فاطلع على سليمان -عليه السلام- فوجده وقد فارقته الحياة واختفت عصاه التي كان يتكئ عليها ويقال إن الله سبحانه وتعالى قد أمر الأرض أن تبتلعها.
فأخبر الجان الناس أن سليمان قد مات، ففتحوا عنه فأخرجوه ..ولم يعلموا منذ كم مات، واكتشفوا بعد ذلك أنه قد رحل منذ سنة بعد أن وجدوا العصا قد تآكلت تماما.
أوصى ألا يعرف أحد وفاته
وفي تفسير القرطبي أن أول من بنى بيت المقدس هو داود -عليه السلام-، وقد رحل داود ولم ينته من بنائه، لذلك أوصى سليمان -عليه السلام- أن يستكمل بناءه كما أراد والده داود عليه السلام ، فأمر سليمان الجان أن يتموا بناءه
وحين اقترب رحيل سليمان طلب من أهله ألا يخبروا الجان برحيله سنة كاملة ، وقد أوصى بتلك الوصية حتى يستكمل الجان بناء بيت المقدس.
وقيل أن سليمان -عليه السلام- دعا ربه أن يساعده أن لا يعرف الجان خبر رحيله.وذلك أيضا أية للبشر حتى تعلم الإنس وتوقن أن الجان لا يعلمون الغيب ولا يعلمون إلا ما يريد الله لهم أن يعلموه فقط .
