من هو صاحب الخطبة البتراء القائد الخطيب زياد بن أبيه؟

قائد عسكري وسياسي محنك ساهم في تثبيت دولة الأمويية، إختلف في نسبه لكن اتفق الجميع على ذكاءه ودهاءه من هو زياد بين أبيه ؟

ولد زياد بن أبيه في الطائف للسنة الأولي من الهجرة، أسلم في عهد أبي بكر الصديق، أدرك النبي لكن لم يره، وهو أخو الصحابي أبي بكرة الثقفي لأمه، اختلف في نسبه فقيل أنه ابن عبيد الثقفي، وقيل أنه ابن لأبي سفيان، لكنه اشتهر بزياد بن عبيد الثقفي نسبه إلى مولاه الذى أعتقه بعد أن دفع له ألف درهم

اعتمد علي نفسه في تكوين شخصيته، فأصبح من أشهر خطباء بني أمية كان كاتبا ً للمغيرة بن شعبة ثم لأبي موسي الأشعري، عرف عنه الذكاء والفطنة و كان يضرب به المثل في النبل والسؤدد .
ولاه عمر بن الخطاب بعض أعمال البصرة .

اصطف مع على بن أبي طالب في زمن الفتنة فولاه على فارس وكرمان والبصرة، وبعد وفاة علي بن أبي طالب وتولي معاوية بن أبي سفيان خلافة المسلمين تحصن في قلاع فارس فدعاه معاوية إلي مجلسه فأبى

استلحقه معاوية بأسرته وادعى أنه اخوه بعد أن شهد رجل أن أبا سفيان اجتمع مع سميه أم زياد في الجاهلية فأصبح يكنى زياد ابن أبي سفيان

ولاه معاوية البصرة وكانت البصرة يومئذ معقلاً للخارجين على الخلافة الأموية ولهذا فقد كانت الفتن والثورات على بني أمية تنبع منها فلما وصل زياد البصرة صعد على المنبر وألقى خطبته الشهيرة بالبتراء لأنه بدأها دون أن يحمد الله تعالي ويصلى علي النبي

فقال ” أما بعدُ، فإِنَّ الجهالةَ الجهلاءَ، والضَّلالةَ العمياءَ، والغَيَّ المُوَفِّيَ بأهلِه على النارِ ما فيه سفهاؤُكم، ويشتملُ عليه حُلَماؤُكم مِن الأمورِ العظامِ يَنْبُتُ فيها الصغيرُ، ولا يتحاشى عنها الكبيرُ كأنَّكم لم تقرؤوا كتابَ اللهِ ولم تسمعوا ما أَعَدَّ اللهُ مِن الثَّوابِ الكبيرِ لأهلِ طاعتِه، والعذابِ الأليمِ لأهلِ معصيتِه في الزَّمنِ السَرْمَدِيِّ الذي لا يزولُ، أتكونون كَمَن طَرَفَتْ عَيْنَيْه الدّنيا، وسَدَّتْ مسامِعَه الشهواتُ، واختارَ الفانيةَ على الباقيةَ ”

قال عنه الشعبي: ما رأيت أحدا أخطب من زياد ووصف الأصمعي ذكائه فقال : الدهاة أربعة: معاوية للروية، وعمرو بن العاص للبديهة، والمغيرة ابن شعبة للمعضلة، وزياد لكل كبيرة وصغيرة.

كما قال أبو الشعثاء : كان زياد أفتك من الحجاج لمن يخالف هواه .وتوفى زياد ابن أبيه سنة 53 من الهجرة وهو ابن 53 سنة.