لا يعرف إلى المستحيل طريقا.. نسج من ظروفه الصعبة قصة ملهمة بطلها مسن من ذوي القدرات الخاصة.. قدم لأهله وعشيرته الكثير من الابتكارات المهمة لخدمة بلاده..
إنه السوري الخارق عبد الله العكلة الذي تجاوز عمره الواحد وسبعين عاما، ويعيش في قرية قانا، بريف الشدادي في الحسكة، الذي صنع من نفسه حدوتة تتناقلها الأجيال وحالة تستحق الدراسة.. ما قصته؟
ظروف قاسية
ربما رجل في مثل عمره وظروفه الصحية يقضي يومه في التسلية، في ظل الظروف القاسية، أو يندب فرصته الضائعة في الحصول على مساعدة من جهة خيرية أو رسمية، لكن ذلك المخترع له راي أخر .
لقبوه بمعجزة المخترعين و ملهمهم لما يلازمه من أمل دائم، ظل يجمع كل ما يقع تحت يديه من أدوات حتى لو كانت بسيطة، و لا يستهين بمعلومة ولا يتجاهلها مهما كان الناس من حوله يعتبرونها عادية.
غرفة متواضعة
من داخل غرفته المتواضعة، يبدأ كل يوم تجميع أسلاكه وأدواته الخاصة، ليبدع في شئ جديد بعد أن قرر العمل بمبدأ أن حياة الناجحين لا مجال فيها للفراغ .
كان يظل الرجل معتكفا بالأيام في تلك الغرفة حابسا نفسه مع أدواته وأسراره التي يتوصل إليها فيسجلها بطريقته الخاصة حتى ينتهي من جمع الأدوات التي يحتاجها ومن بعدها يبدأ تنفيذ اختراعاته التي أبهرت الإعلام السوري بها حيث اعتبره الإعلاميون قصة ملهمة لجميع السوريين.
اختراعات مهمة
لم يذهب مجهود العكلة هدرا فأصبح عبد الله العُكلة نجما بين سكان محافظة الحسكة خصوصا بعد قيامه بتنظيم معارض لعرض اختراعاته التي جذبت اهتمام وسائل الإعلام..
اختراعات العكلة حظيت باهتمام جميع المسؤولين في الجهات التي سجلها فيها وحصل على شهادات موثقة ببراءات اختراع، كان أولها لمجسم لدعم ومساعدة الفلاحين السوريين في كبس الأقطان توفيرا لوقتهم وأموالهم.
لم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل توصل العجوز إلى اختراع آخر وهو سفينة مخصصة بطريقة تضمن عدم تعرضها لأية أزمات في عرض البحر حيث يتم تصميمها بطرق نوعية تضمن لها الحماية والحصانة من المياه والأمواج العاتية.
آلة البذر
ابتكر العكلة أيضا آلة البذر الذي تتولى بذر البذور للفلاحين بعد تجهيز الأراضي للزراعة.قائمة كبيرة من الاختراعات الحصرية توصل إليها العكلة وأضافت إلى السكان الكثير، لقد استثمر العجوز وقت فراغه بشكل مبهر بل وتحدى الآلام التي يمر بها والمشاكل الصحية التي تحاصره بشكل دائم.
إشادات دولية
وسائل إعلامية محلية ودولية اشادت باختراعات وإنجازات العكلة الذي أصبح أيقونة للنجاح والتفوق في أحلك الظروف وأصعبها، بل وبات ملهما لكل من يحاول أن يعبر بأحلامه إلى بر الأمان.
حقا.. أثبت العكلة أن الإبداع السوري لم لن ينتهي، وأن العقول السورية لا يعطلها شئ عن الابتكار والاختراع وتقديم كل ما هو جديد لخدمة البشرية.