سفينة يقودها قبطان بارع محنك، على متنها 10 أشخاص بالإضافة للكثير من البضائع المحملة وفجأة..
اختفي كل طاقم السفينة دفعة واحدة وتُركت في عرض البحر بلا هائمة بلا طاقم يوجهها، هذه ليست قصة من وحي الخيال، بل هي قصة حقيقة حدثت في أواخر القرن التاسع عشر، لغز لم يحل إلى الآن، ترى ما هو سر الغامض وراء اختفاء طاقم سفينة ماري سيليت؟
في 7 نوفمبر 1872، أبحرت السفينة الضخمة ماري سيليست والبالغ وزنها 282 طنًا من ميناء نيويورك في طريقها إلى جنوب جنوة بإيطاليا.
كان على متن السفينة قبطانها بنيامين بريجز، وزوجته وبنته ذات العامين، مع ثمانية من أفراد الطاقم، وبعد أقل من شهر سفينة أمريكية بقيادة القبطان مورهاوس كانت تعبر المحيط باتجاه أوروبا، وإذ بها تتفاجئ لسفينه ماري سيليت في طريقها.
فوجئ القبطان مورهاوس وهو صديق قديم لبنيامين، حيث أنه لم يكن يتوقع أبدا ان يلتقي بسفينة ماري سليست في عرض المحيط لأنها كانت قد انطلقت قبله بثمانية أيام.
نظر بمنظاره وشعر بشيء غير طبيعي، كان شراعها في وضعية غير صحيحة وكانت تتأرجح في حركتها ولم يظهر أي شخص على متنها، وهنا أمر طاقم سفينته باستكشافها، ليصدم الجميع بالمفاجأة.
كانت السفينة سليمة تماما، ومحملة بمئونة تكفي لستة أشهر من الطعام والماء، وعندما دخل الأفراد إلى السفينة لاستكشافها، لم يعثر على أي شخص، كان الجميع قد اختفوا، كما أن قارب الإنقاذ الوحيد في السفينة كان قد اختفى أيضا.
أما في مخزن السفينة الرئيسي فكانت الحمولة من براميل الكحول سليمة ولم تمس، واكتشف في لجزء الخلفي من السفينة حبلا قويا وطويلا ربط بإحكام إلى مؤخرة السفينة، أما طرفه الأخر فكان يتدلى خلفها سابحا في مياه المحيط.
عاد البحارة إلى سفينتهم وقدموا تقريرهم للقبطان مورهاوس، لم يصدق هذا الأخير أن صديقه القبطان بنيامين بريدج ذو الخبرة البحرية الطويلة سيرتكب خطأ مثل هذا ويترك سفينته في عرض المحيط بهذه الحالة.
لكن قاموا بعدها بسحب السفينة إلى مستعمرة جبل طارق الإنكليزية وقاموا بتشكيل لجنة تحقيق لكشف ملابسات اختفاء طاقمها.
وخلصت اللجنة بعد الفحص والمعاينة الدقيقة إلى أنه لا يوجد هناك أي آثار عنف تدل على تعرض السفينة للقرصنة كما أن حمولتها وأغراض طاقمها كانت سليمة لم تمس، أما اختفاء الركاب فلم تجد اللجنة أي تفسير له. وركاب السفينة اختفوا إلى الأبد.
جذبت حادثة “ماري سليست” انتباه الصحافة العالمية، وخرجت بعدها العديد من القصص محاولة شرح ما حدث، قال البعض إن الأشباح كانت هي السبب الرئيسي في اختفاء السفينة، وادعى البعض أن الحدث برمته كان مفبركا من قبل القبطان نفسه.
وادعى آخرون أن القراصنة هم السبب، لكن السفينة لم يظهر عليها أي آثار اعتداء أو سرقة، كانت أكثر النظريات قبولا هي نظرية تزعم أن القبطان بنيامين خاف من حدوث تسرب للكحول يؤدي إلى انفجار مدمر.
وهو ما يتوافق مع وجده طاقم السفينة المنقذه بالضبط، إذ عثر الحمالون على تسعة براميل فارغة عند إنزالهم لحمولة السفينة.وفي الغالب فإن انتشار رائحة الكحول المتسرب من البراميل أصاب القبطان بالذعر فشعر ان السفينة على وشك الانفجار، لذلك قام على عجل بجمع بعض الأدوات والأوراق من قمرة القيادة ثم أمر البحارة بإنزال قارب النجاة وصعد الجميع اليه بسرعة، ولم ينس القبطان المتمرس ربط قارب النجاة الصغير إلى مؤخرة السفينة بواسطة حبل الشراع الطويل، وذلك للعودة إليها في حالة زوال الخطر وعدم حدوث الانفجار.
لكن ووفقا للنظرية فيبدو أن القبطان وبحارته ولسبب ما أفلتوا الحبل الذي يربطهم بالسفينة فتاهوا في المحيط الواسع حتى فارقوا الحياة جوعا وعطشا أو ربما انقلب قاربهم الصغير وابتلعتهم الأمواج.