جمع أقبح ما فى الإنسان، فماذا تبقى له من وقائع لم يرتكبها؟! يهابه فقط من وقعوا فى براثنه أو من ينتفعون بأمواله أو من هم فريسة شهواتهم الرخيصة، ولكن ماذا وجد عندما دخل المحبس؟ وجد الاشمئزاز والاستنكار وعند موته لعنه الجميع… نتحدث عن إبراهيم الغربي رجل باع نفسه للرذيلة، فما هي حكايته…. سأحكي لكم
ولد ” إبراهيم الغربى” في العام 1850 في مركز كروسكو محافظة اسوان لعائلة ذات أصل وثراء، فكان والده محمد محمود عامر شيخا لقبيلة من عربان مركز الدر وكانت والدته نعيمة سند كريمة عمدة كروسكو وكان له مكانة خاصة عند والده ففضله عن بقية اخوته
وكان والده من كبار التجار حينها حيث وحين بلغ إبراهيم الثامنة عشرة من عمره قرر الأب أن الوقت قد حان أن ينوب إبراهيم عنه في التجارة
ويحكى ان إبراهيم كان معروف بكثرة التقوى حتى قام بإحدى رحلاته الى أقاصي السودان في رحلة استغرقت حوال الستة اشهر عاد من تلك الرحلة “بسلوك مختلف تمام في نظر الوالد إذ أصبح غير طبيعي، لدرجة أن والده فكر في التخلص منه منعا للعار والفضيحة
وعلم إبراهيم بخطة الوالد ففر الى كروسكو حيث تكفل قائد القوات المصرية المقيمة هناك بحمايته من والده, وفى قرية كروسكو اقام إبراهيم اول بيت لممارسة الرذيلة، ثم فتح بيت اخر في قنا وظل ينتقل من مدينة إلى مدينة.
جاء الى القاهرة في العام 1890 وأقام بيتا للرذيلة في شارع وابور المياه بمنطقة بولاق الدكرور وذاع امره ما بين القوم، فصار اليه الناس باحثين عن إرضاء شهواتهم ولم يمض عام حتى قام إبراهيم الغربي بشراء البيت بالكامل وابتياع اثاث فاخر له وادخار 5000 الاف جنيها.
وبحلول العام 1912 كان إبراهيم الغربي يملك حوالي 15 بيتا، وقيل ان إبراهيم الغربي كان يفتتح العرض كل ليلة برقصة يؤديها بنفسه عرفت “برقصة البطن”.
عرف عنه أنه لبق الحديث وشديد الذكاء، وعرف أيضا حبه لإرتداء ملابس النساء، ووضع المكياج ولبس الجواهر، لقد كان إبراهيم الغربي امبراطور بمعنى الكلمة فقد قام بشراء ممثلي الدولة من رجال القانون وانشاء امبراطورية مترامية الأطراف وصلت الى خمسة واربعون بيتا.
بحلول العام 1922 زادت حوادث اختفاء الفتيات وجاء مع ذلك تزايد الغموض الذى يشوب غلق الشكاوى، اتسع نطاق التحقيق لاحقًا، ليشمل 37 رجلًا وامرأة، اعترف أكثرهم بأن التنظيم الكبير الذي يدير هذه العمليات يرأسه إبراهيم الغربي.
أحيل “الغربي” الى محكمة جنايات مصر لمحاكمته وأودع الغربي في البداية بسجن مصر بجوار القلعة ولكن المسجونين هناك اعترضوا على وجوده فقامت السلطات بنقله الى أحد سجون الوجه القبلي ولكن لم يحتمل ابراهيم الغربى قسوة السجن فمكث به لعام قبل ان يغادر الدنيا إذ مات في 15 أكتوبر 1926..
وفي جنازته لم يمش بها أحد، الا نفر قليل من اتباعه المخلصين ويحكى ان عامة الشعب قاموا بقذف نعشه بالبيض والطماطم وأن مشايخ الحسين رفضوا جميعا ان يقوموا بالصلاة عليه.