لم يكن مجرد رجل عادي عاش في زمن الصحابة رضوان الله عليهم، وإنما كان رجلا استثنائيا لم يعرف أبدا الغضب لدرجة أن العرب ضربوا به أمثلة في الحلم والصبر.
دعا له الرسول بغفران ذنوبه رغم أنه لم يقابله ..وشهد على أهم الأحداث في عصر عمر وعلى بن أبي طالب فمن هو الأحنف بن قيس الرجل الذي قيل أنه كان أعجوبة في زمن الصحابة
من هو الضحاك ؟
أسمه الحقيقي هو الأحنف بن قيس، سيد بني تميم،ولد في البصرة ، ووفقا للمؤرخين فإنه عاصر عهد النبي محمد صلي الله عليه وسلم وأسلم في عهد النبي ولكنه لم يرى سيدنا محمد وقد أثبت المؤرخون بأن الرسول عندما علم أن الأحنف دخل في الإسلام دعا له وقال “اللهم اغفر للأحنف”.
وهو من قبيلة بني تميم الشهيرة وكان سيدا فيهم ويسمعون برأيه ويشهدون بفطنته وذكائه، ويقال إن اسم “الضحاك ” من أسمائه أيضا وإنما “الأحنف ” هو لقب قد اشتهر به، وذلك لأنه كان يعاني من نحافة في قدمه وبعض من الميل أصيب به، وكان مشهورا بصبره الشديد فكان لا يغضب بسهولة فضرب به المثل في الصبر قديما.
عاصر عمر بن الخطاب
وكما قلنا إن الضحاك عاصر النبي محمد ولم يره ولكنه عاصر عمر بن الخطاب رضى الله عنه حينما أصبح عمر خليفة ، حيث قابل عمر وهنأه بالخلافة، وذلك أتاح له مقابلة عدد كبير من كبار الصحابة فسألهم في كثير من أمور الدين وتعلم منهم وأخذ عنهم من أحاديث النبي محمد صلي الله عليه وسلم ، وهذا كان له أثر عظيم وكبير في نفسه وفي حياته
عاصر أحداث هامة
وبما أنه عاصر أشهر قبائل العرب فقيل إن قبيلة تميم عاشت معه أربعين سنة تتعلم من صبره وذكائه وحكمته في فض النزاعات والخلافات.
وكان يعيش في البصرة فشهد العديد من الأحداث الهامة مثل فتح الموصل وفتنة يوم الجمل الشهيرة، لكنه اعتزل فيها وابتعد عن تلك الفتنة وكان موقفه واضحا تماما منها ..وشهد واقعة صفين أيضا مع على بن أبي طالب رضى الله عنه
لم ير أحد في صبره
نعم .. كان يضرب له المثل في صبره وحلمه، لكنه إذا غضب كان غضبه شديدا. .وحدث ذلك في واقعة شهيرة، حين عاتبه معاوية بن أبي سفيان في أمر فأرسل له خطابا فرد عليه الأحنف ردا شديدا فاستغرب معاوية وحين سئل معاوية عن صبره عليه، فقال مرسل الخطاب “هذا الذي إذا غضب غَضَب له مئة ألف لا يدرون فيم غَضِب”.
والمقصود بذلك أنه رغم شدة صبره إلا أنه إذا غضب فان غضبه شديد لا يقدر عليه مئة ألف رجل وعند سؤاله كيف يكون صبورا وحليما إلى تلك الدرجة التي يضرب بها المثل كان الأحنف يقول إنه لو نازعه أحد فكان ينظر إلى الأمر من منظور لو كان ذلك الشخص فوق قدره فهنا يعرف قدر الرجل ..ولو كان الشخص أقل من قدره أو مثله فكان يترفع عن النزاع أو الغضب عليه وكان يقول إنه ليس بحليم لكنه يتحالم ويعلم نفسه الصبر
رحيل الأحنف
رحل الأحنف في مدينة البصرة وكان زمن ولاية مصعب بن الزبير، سنة 67 هجرية، ومشى مصعب بن الزبير في جنازته وقال عنه مصعب يوم رحيله “ذهب اليوم الحزم والرأي”.