إنها الموقعة التي حيرت المؤرخين والعلماء كافة فالطرفان اللذان دخلا في المواجهة قيل بأنهما كانا كلاهما على الحق.. فلماذا حدثت هذه المواجهة التي حار في فهمها الجميع.. بل إن من المؤرخين من أحبا – الاثنين – علي بن أبي طالب ومعاوية رضي الله عنهما.
كاتب رسائل الرسول
أما «علي» رضي الله عنه فهو ابن عم النبي الكريم الذي كرَّم الله وجهه فلم يسجد أمام صنم ولم يناله أمر من أفعال الجاهلية.. ولمعاوية أيضا قدر كبير فهو الذي كان يكتب الرسائل بين النبي وبين عرب البادية
خلاف حير المؤرخين
لذلك يحار الناس حول موقعة «صفين» التي دارت أحداثها على الحدود السورية العراقية.. ولقد كانت بدايتها أن معاوية رفض مبايعة الإمام علي بن أبي طالب خليفة للمسلمين وأراد منه أن يستعيد حق عثمان بن عفان – رضى الله عنه – ويحاسب الفريق الذي أنهى حياته.. لكن عليا – رضى الله عنه كانت رؤيته أن تستتب أمور الخلافة أولا.. لكن ذلك لم يكن يعني أن عليا كان على علاقة بالفريق الذي استهدف عثمان فلم يكن منهم رجل مدَّ إليه يد البيعة..
عهد الخير الدائم
تزايد الخلاف بين علي ومعاوية وقبل معركة صفين كان النزاع قد بلغ ثروته ولم يبق مع علي إلا أهل الكوفة.. وكان مع معاوية الذي رفض مبايعة عليا، أهل الشام.. وظل عليٌ – رضي الله عنه على موقفه يأمر الناس بالخير وينهاهم عن غيره.
خطاب رسمي يأمره بالرجوع
وكان علي قد أراد أن يرسل مبعوثا إلى معاوية يكون كلامه مقبولا لدى ابن أبي سفيا.. فأشار أحد الرجال على “علي”
بأن معاوية ربما يكون ثابت على موقفه ويستمر في رفض البيعة.. وبالفعل أرسل علي إلى معاوية يأمره في خطاب رسمي بأن يدخل فيما دخل الناس فيه وكان يقصد بذلك أن يبايعه وينسى ما بينهما من خلافات.. تسلم معاوية الخطاب وقرر أن يجدد موقفه الرافض وأعلن معاوية أن موافقته على البيعة مشروطة بأن يتم عقاب الذين أنهوا حياة عثمان رضي الله عنه
التوافد على نهر الفرات
خرج علي من الكوفة يريد دخول الشام وخرج معاوية في ذات التوقيت حينما أشار عليه مستشاروه بذلك..وبدأ أهل الشام الذين اتبعوا معاوية يتوافدون إلى نهر الفرات من جهة صفين وبدأ علي بن أبي طالب الإسراع إلى الشام ولقد خشي عدد من الذين اتبعوا عليا من المواجهة لما علموا بالاستعدادات العسكرية التي قام بها معاوية
الخوف من مصير العطش
ووصل الخلاف إلى أن أصحاب علي عطشوا فمنعهم أحد معارضي علي وقال لهم: يجب أن ينتهي مصيركم مثل نهاية عثمان عشا وحينما تقدم جيش علي.. شاهد معاوية قوتهم ولجأ إلى عمرو بن العاص يطلب مشورته فوضع فرسان معاوية المصاحب على أدواتهم العسكرية في إشارة إلى أنهم يريدون التحاكم إلى القرآن.. وبعد ذلك تحاكم الجميع إلى القرآن الكريم..
إطلاق سراح المحتجزين
بعد توقف المواجهات أذن علي بالسفر إلى الكوفة وتحرك معاوية بجيشه إلى الشام.. وأمر كل منهما بأن يتم إطلاق سراح المحتجزين لدى الطرف الآخر وقد أجمع علماء كثيرون على أن لكل منهما قدره في الدين ومكانته “علي” ومعاوية” رضي الله عنهما.