خلف الأكمة يخفي أكثر بكثير مما هو ظاهر لنا ويبدو أن المصريين عادة ما يحققون النجاح الباهر حينما توفر لهم الأجواء الإيجابية في الداخل أو الخارج ومن سنتحدث عنه الآن رجل لا يقل قيمة عن زويل بلا مبالغة.. من هو محمد عطا الله المعروف عالمياً بأبو ال PIN وماهي حكايتة.
عندما حصل العالم المصري الكبير أحمد زويل علي جائزة نوبل كان يوماً عظيماً كلل هامة كافة المصريين بالمجد التليد واعاد للاذهان ما حققه القدماء المصريين من نجاحات باهرة وكبري في زمنهم حارت فيها العقول ومعجزات مازالت حتي يومنا هذا تشكل ألغاز عصية علي الحلول ومنها بناء الأهرامات، غير أن هذه الأرض مازلت تنبت لنا من الجواهر والمفاخر ما ليس له مثيل لتعيد تصديره كعادتها إلي الخارج كي يستفيد منه الغير وربما من ضمن الأمثلة علي ذلك هذه الجوهرة المطمورة الرجل المعروف عالمياً بأبو PIN .
محمد عطا الله”, هو الرجل المعروف عالميًا بأبو الـ PIN، فهو الذي قام بتطوير نظام “رقم التعريف الشخصي” في ماكينات الصراف الآلي (ATM)، آوائل السبعينيات من القرن الماضي.
وُلِدَ محمد محمد عطا الله، أو كما عُرِفَ باسمه المهني جون (مارتن) عطا الله، في بورسعيد عام 1924، ودرس العلوم في جامعة القاهرة، وحصل على الماجستير والدكتوراة في الهندسة الميكانيكية من جامعة “بوردو” الأمريكية، وبعدها عمل مع مختبرات “بِل” في نيويورك، وقاد هناك مجموعة بحثية من المتطوعين الشباب في أبحاث الترانزستور، واستطاع مع زميله “داون كانج” اختراع أهم إنجاز له في عالم الإلكترونيات الحديثة: الموسفت MOSFET، وهو نوع من الترانزستور يستخدم كسويتش أو محول للطاقة.
لم تهتم الشركة كثيرا باختراع عطا الله، لأن تخصصه في الهندسة الميكانيكية وليس من علماء الفيزياء أو الرياضيات أو الكيمياء بالشركة، ومع هذا أحدث اختراعه ثورة فيما بعد وصار جزءا من كل الإلكترونيات تقريبا، بدئا من ألعاب الفيديو وصولا إلى الأقمار الصناعية، فترك عطا الله شركة بِل والتحق بشركة HP، وهناك أشرف على تطوير شاشات الـ LED.
في عام 1972 قرر عطا الله الاتجاه إلى عالم تأمين الشركات وأسس شركته الخاصة، وقدم براءة اختراع لنظام أمن رقم التعريف الشخصي (PIN) عن بعد عبر شبكات الاتصالات السلكية واللاسلكية، وهي مقدمة للخدمات المصرفية عبر الهاتف وأمن الإنترنت والتجارة الإلكترونية، ثم ابتكر تقنية “صندوق عطا الله – Atalla Box” لحماية البيانات، والمستخدم في ماكينات الصراف الآلي في العالم حتى اليوم، ويعتمد حوالي 85% من تحويلات الـ ATM في العالم على صندوق عطا الله.
في عام 1990 أعلن عطا الله تقاعده، لكن أحد أكبر البنوك الأمريكية “ويلس فارجو” أقنعه بالعودة، لينجح في تطوير أنظمة أمان للإنترنت ساعدت الشركات على تبادل الملفات والبريد الإلكتروني والفيديو بأمان عبر الشبكة.
حصل محمد عطا الله على ميدالية “ستيوارت بالانتين” في الفيزياء (ميدالية بينجامين فرانكلين حاليا)، وعندما توفي عام 2009 تم تكريمه وضم اسمه في قاعة مشاهير المخترعين الوطنيين المخصصة لأبرز المخترعين الأمريكيين.
وفي الختام سيظل السؤال الأهم يطرح نفسه ف الي متي ستظل تقدم مصر خيرة أبناءها للغرب كي يستفيدوا منه ومن هو المسؤول الأول عن ذلك.