السيدة مريم بنت عمران، أطهر نساء الأرض، أم المسيح عيسى عليه السلام، والتي أحتار الباحثون حول رحيلها، فقيل إنها مدفونة في القدس، وقيل إنها مدفونة في الشام، فما هي الحقيقية وأين يقع المثوى الأخير لمريم العذراء ! وكيف كانت اللحظات الأخيرة في حياتها ؟
نشأة مريم
روي أنّ زوجة عمران كانت عاقراً، فدعت الله سبحانه وتعالى فاستجاب لها، فحملت وولدت بنتاً هي السيدة مريم، عاشت السيدة مريم تحت رعاية زوج خالتها، نبي الله زكريا، وكان الطعام يَأتيها من الغيب بإذن الله عز وجل،فتربت السيدة مريم -عليها السلام- في كنف بيت النبوة والطهر، سمى القرآن الكريم سورة برأسها باسم مريم عليها السلام.
كيف توفيت مريم العذراء
اختلفت الروايات حول وفاة السيدة مريم، لكن اتفق العلماء على روايتين ولم تثبت صحة أي منهما، الرواية الأولى، أنها توفت قبل حادثة رفع سيدنا عيسى إلى السماء، عاشت السيدةُ مريم مع ولدها النبي عيسى عليهما السلام في الجبل، بعيدا عن أعين الناس، يَتَعبدان ويَقومانِ في الليل، ويَصومان في النهار، يعتمِدان في غذائهما على نباتات الأرض، ومياه المطر.
وفي أحد الأيام نَزَل عيسى من الجبل، لجمعِ بعض النباتات ليأكلَ مع والدته،في هذه الأثناء نَزَل مَلَكٌ على السيدة مريم وهي تُصلّي في مِحرابها،فخافت ووقعت مغشياً عليها، وبعد أنْ أفاقت قالت للمَلَك: من أنت يرحمك الله؟قال لها: أنا مَلَك الموت.
فقالت له: جِئت زائراً أم قابضاً. قال: بل قابضاً. فقالت: يا ملَك الموت لا تَتَعجّل حتى يعود قُرَّةُ عيني وريحانة قلبي عيسى
فقال لها: ما أَمرني الله تعالى بذلك،وأنا عبدٌ مأمور من الله، فقالت: يا ملَك الموت قد سلَّمتُ أمري لله تعالى ورضيتُ بقضائه.
اكتشاف رحيل الأم
في اليوم الثاني دخَلَ عيسى عليه السلام إلى أمّه فوجدها نائمة، فلم يوقظها من نومها رحمةً بها، وقام إلى صلاته حتى ثُلُث الّليل، فعاد إلى أمه ووقف عند رأسها، وهو يحاول إيقاظها، حتى سمع صَوتاً من السماء، يُخبِره بأنَّ روح أمِّه قد عَرَجت إلى السماء .
فَنَزل سيدنا عيسى إلى إحدى قرى بني إسرائيل ينادين، يا بني إسرائيل أنا روح الله عيسى ابن مريم، إنّ أمي قد ماتت فأعينوني على غسلها ودفنها؟
فرد عليه أهل القرية بأن هذا الجبل مليٌء بالأفاعي، ولم يسلكه أحد منذ سنين، فعاد سيدنا عيسى، وفي طريق عودته لَقي رجلين، فقال لهما: إنَّ أمي ماتت غريبةً بهذا الجبل، فأعينوني على دفنها، فرد الرجلان بأنَّ جبريل قد أرسلهما لذلك فحفرا الموضع، ونزلت الحور العين فغسَّلْنَها.
الرواية الثانية
تقول الرواية الثانية إنها توفيت بعد رفع سيدنا عيسى، عليه السلام إلى السماء بخمس سنوات، وأنها عاشت حتى عمر 53 عاما، ولا نعلم أيا من الروايتين صحيح، لكن هما الأشهر في قصة وفاتها.
قبر مريم
يقال إن السيدة مريم مدفونة في كنيسة “قبر السيدة العذراء مريم”، وهي من الكنائس العريقة في مدينة القدس الفلسطينية، حيث يوجد قبرها في كنيسة تحمل اسمها، عند السفح الغربي لجبل الزيتون قريبا من كنيسة الجسمانية
وذكر ابن بطوطة أنّ قبر السيدة مريم موجود في القدس في بطن الوادي، وذكر العليمي أنّ قبر السيدة مريم موجود في فلسطين.
وقيل أيضا أنها مدفونة في الشام، وحتى الآن لم يستطع أحد الجزم بمكان قبرهان ليبقى حياتها ورحيلها، واحدة من أكثر قصص الاعجاز لامرأة في التاريخ.