قد تعتقد أنها ليست حقيقية، لكنها حقيقة وموجودة بل وتحتوى على مقام شهير به فيض روحي يحقق الأمنيات.أما حكاية الرجل الذي ضرب بعصاه على الرمال فخرجت منها المياه فهي واحدة من أشهر قصص تلك المدينة. ماذا تعرف عن مدينة البخاري واحدة من أكثر المدن شهرة في العالم والتي تحوى عبق التاريخ وأعاجيب الماضي .
أين تقع مدينة بخاري
ربما تكون سمعت عن هذا الاسم “بخاري ” نسبة إلى الإمام البخاري الشهير ..لكن هل تعلم أن بخاري هي مدينة موجودة في دولة أوزباكستان وهي خامس مدينة كبرى بها والتي تقع بالقرب من روسيا ، نعم كما سمعتم فعندما تصل إلى دولة أوزباكستان وعاصمتها “طشقند “تستطيع أن تركب القطار وتصل إلى مدينة بخاري ، والتي يبلغ عدد سكانها 260 ألف نسمة وهي موطن الإمام البخاري صاحب أشهر كتب الأحاديث.
وعندما تصل إلى هناك سوف تفاجأ بأن بخاري هي مدينة ذات طابع إسلامي وليست ذات طابع أوروبي او غربي، بل على العكس تتميز بطابع الدول الإسلامية من حيث المعمار والزخارف وأما المنازل فلها هذا الطابع العربي البسيط المميز .
فالطاولات منقوشة بالزخارف العربية وقد تجد قطعة الأثاث الموجودة عندنا في الدول العربية المسماة ” نيش “.
مقام الساماني
ومن أشهر ما يمكن أن تراه في مدينة البخاري هو مقام الساماني ولهذا المقام قصة كبيرة، فقديما عرف رجل شهير في دول ما وراء النهر ، هذا الرجل معروف للغاية في دولة أوزباكستان، فقد عاش قديما وكان يدين بالديانة المجوسية لكنه أسلم وتعلم أصول الدين الإسلامي وتبحر فيه.
وكان هذا الرجل صالحا فأحبه كل من عاش معه وكان يتعلم على يديه الكثيرون عن الدين الإسلامي وأحبه الناس لحسن طباعه وصلاحه، وبعد وفاته أقاموا له مقاما عندما تراه تشعر وكأنه قد بني بالأمس وليس منذ زمن بعيد، وبني هذا الضريح ورقد فيه السلماني وابنه ووالده.
وقد بني باستخدام جدران كانت شديدة السماكة للغاية وساعد ذلك على بقائه لأكثر من 1100 سنة، والغريب أن هذا المقام لم يحتج يوما إلى ترميم أو يحدث فيه اي تصدع من أي نوع وبقى صامدا عبر الزمن .
أسطورة غريبة
لكن هذا المقام يصاحبه أسطورة غريبة للغاية هي أنك إذا قمت باللف حول الضريح ثلاث مرات وتمنيت أمنية فسوف تتحقق لك تلك الأمنية على الفور والعديد من السياح مؤمنون بذلك تماما.
وتزخر مدينة البخاري بالأساطير ..فمنطقة تشاشما أيوب .. هي منطقة أسطورية ..وهي متحف ومثوى في الوقت نفسه
حيث أن ذلك المكان يمتلك أيضا أسطورة غريبة تحكي أن البلاد أصابها جفاف كبير وظل الناس يدعون بأن ينزل الله عليهم المياه ، فظهر رجل صالح يدعى عم أيوب مرر عصاه على أرض الصحراء.
وفجأة تصاعدت عين من المياه .. ويعتقد البخاريون أن هذه المياه هي مياه لها قدرة كبيرة على الشفاء، وهناك أيضا مسجد شهير هناك يسمى مسجد الأربعين عمود أو ” بولو هوز” ، وبداخله مجموعة من الأعمدة مصممة بشكل مهني وطراز معماري رائع يحير الألباب.
وعندما تنظر إلى تلك العواميد تعرف أنهم أقل من أربعين عمودا لكن أهل المدينة مؤمنون تماما بأن بها بركة غير عادية وعندما تنظر لهم سترى بالفعل أربعين عمودا رغم أنهم أقل من ذلك !
فعشرون عمودا واقفين في المسجد وعشرين عمودا هم ظلهم على الماء و بذلك يعتقدون أنهم أربعين، لتبقى مدينة البخاري واحدة من المدن المعمارية الجميلة والتي يجب عليك محاولة زيارتها في يوم ما واختبار أساطيرها الغريبة بنفسك !