يقال أنه وراء كل سد أو وادي أو كهف حكاية، لكن تلك الحكاية أعجب من الخيال، فقد سكنت أفعى في طرابلس لسنوات طويلة، وظلت في هذا المكان المخيف حتى خرجت منه بقصة عجيبة، وبنا الليبيون سدا منيعا على ذكراها فما حكاية وادي المجينين وسده العجيب في طرابلس وكيف أتت تلك الأفعى فيه
أين يقع وادي المجينين
يقع وادي المجينين جنوب طرابلس يمتلأ هذا الوادي بحوالي 58 مليون متر مكعب من المياه العذبة ، ويبلغ ارتفاع السد الخاص به حوالي 42 مترا .. وهو مصدر مياه أساسي في طرابلس.
وترجع سبب تسمية شارع الوادي إلى وجود ذلك الوادى الذى تم تغيير مساره من جهة باب العزيزية نحو جهة قرقارش في طرابلس، بسبب الخوف من مهاجمة الأفعى ، فهناك قصة عجيبة عن أفعى متعلقة بذلك السد .
أسباب بناء السد
وكانت من أهم أسباب بناء السد التحكم في الفيضانات و الحفاظ على الثروة الحيوانية أما قصة الأفاعي فتعود إلى عام 1510 ففي تلك الفترة رست سفينتان إسبانيتان في ميناء طرابلس وكان ذلك ناحية القلعة التي يحيط بها ماء البحر.
وكانت تلك السفن تعود لقراصنة معهم بضائع متنوعة تم بيعها في سوق طرابلس، وكان من ضمن بضائعهم صندوق كبير غريب به ثقوب قيل أنهم أحضروه من أمريكا الجنوبية ويوجد بداخله أفعى أناكوندا، وهي واحدة من أخطر أنواع الأفاعي ويبلغ طولها ستة أمتار.وقتها شعر الجميع بالخوف منها ولم يشترها أحد نظرا لخطورتها
تركوا الأفاعي
بعد أيام أبحرت السفينة وتركت بعض البضائع على الرصيف بما فيه صندوق الأفعى والذي كان بمثابة لعنة لسكان طرابلس، وبعد عدة شهور جاءت مجموعة من السفن الأسبانية مليئة بالقراصنة لغزو مدينة طرابلس.
وتم احتلال المدينة … وخلال الإرتباك والمطاردة للسكان اختفت الأفعى ودخلت في سراديب المدينة، ويقال أنها أختفت في أكواخ باليه يسكنها الفقراء وأنشغل الناس بما حدث للمدينة.
ظهور مخيف
ولكن أثناء حكم فرسان القديس يوحنا للمدينة تحديدا في عام 1551 م ، استنجد أهل طرابلس بالسلطان العثماني سليمان القانوني لكي يخلصهم من حكم الأسبان ، وبالفعل استجاب لهم وأرسل جيشا بقيادة مراد آغا لمساعدة الأهالي وأصبحت المدينة تحت الخلافة العثمانية بعد حكم الأسبان فترة طويلة وظلت طرابلس في صراع سنوات طويلة.
أما أفعى الأناكوندا التي تركها الأسبان فقد توحشت واختبأت في مغارة المعبد الروماني، التي يصطف على جوانبه تماثيل وفي الواجهة تمثال ضخم يلقب ب اسكلابيوس وهي آلهة رومانية قديمة.
يدخل هذه المغارة الدراويش كما يطلق عليهم والذين يبحثون عن الأفعى يدقون لها الطبول ويقدمون القرابين لهذه الأفعى بعيدا عن أعين حراس القلعة وشرطة طرابلس . وكل ذلك من أجل استخراج الكنوز الخفية التي يدعون وجودها .
لكن أثناء القصف في إحدى المعارك اللاحقة في طرابلس خرجت أفعى الأنكوندا من مخبئها غاضبة بعد أن تهدمت المغارة
وبدأت بالهجوم لكل من يقابلها من الجنود والناس.
إلى أن تم استدراجها بجوار القلعة جهة باب البحر حيت تم مطاردة الأفعى ورحلت على الفور وبعدها في تلك المنطقة في أواخر الستينات تم البدء في إنشاء سد ساتري على وادي مجنين وتم الإنتهاء من تنفيذه عام 1972 وتم تصميم برج مراقبة السد على شكل رأس أفعى وجزء من جسدها تخليدا لتلك القصة العجيبة .