ربما سمعت عنها من قبل وربما لم تسمع فهي واحدة من أغرب الإمارات التي ظهرت في المغرب العربي قديما ادعى ملكهم النبوة وقام بكتابة قرآن خاص بهم باللغة الأمازيغية.
طائفة وصلت إلى ما لم يصل إليه أحد ، وانتهت نهاية مؤلمة فما هي حكاية البرغواطة وكيف انتهت إمارتهم التي استمرت أربعة قرون.
ما هي قبائل بوغراطه
في القرن الثاني الهجري ظهرت مجموعة من القبائل البربرية في المغرب أطلق عليها قبائل بوغراطة، وكان لهذه القبيلة ملك يدعى طريف ابن مالك ولقب بلقب البوغراطي.
لكن كان لهذا الرجل ابنا أصبح ملكا بعده وكان يدعى صالحا هذا الرجل فعل ما لا يتخيله عقل، فوضع قواعد غريبة في الشريعة الإسلامية ووصل به الأمر أنه قام بالتحريف في القرآن الكريم ، وكتابة نصوص ليست موجودة بل وقيل أنه ادعى النبوة وهذا الرجل كان سببا في نهاية قبيلة البوغراطية.
ماذا كتب التاريخ عنهم
بالطبع أغلب الوقائع التي كتبت عن إمارة برغواطة كتبت بعد أن انتهت تماما هذه الطائفة، ويقال بأن ثورة بربر برغواطة حدثت في المغرب الأقصى في عهد الخليفة الأموي هشام ابن عبد الملك.
ويقال أن هذه الإمارة نشأت في إقليم يدعى تامسنا وهذا الإقليم يعرف الآن بإسم الشاوي ويقال أيضا أن هذه الإمارة امتدت من وسط بلاد المغرب إلى جبال الأطلس الكبير وذلك في وقت وجود صالح الطريفي الذي ادعى النبوة في هذه المنطقة
ومنطقة التامسنا التي شهدت هذه الإمارة البرغوطية كانت واحدة من أكثر الأماكن الخضراء والتي تتمتع بأرض خصبة في المغرب العربي و معروفة بجمالها الطبيعي.
دين غريب
قيل أن مسألة وجود الدين البرغواطي كان بها مشكلة كبرى حيث أن المؤرخين اعتبروا انه خرج عن القواعد الأساسية للشريعة الاسلامية.
وقيل أن هذا الدين تضمن بعض الممارسات الغريبة عن الدين الإسلامي مثل البربرية والشركسية والتي تتنافى تماما مع التعاليم الشرعية للدين الإسلامي.
ويقال أن السبب في كل هذا اللغط كان صالح ابن مالك الذي ادعى النبوة.فقام صالح ابن مالك بالتغيير في قواعد الوضوء وقواعد الصلاة وهي أمور مسلم بها ولا يمكن القيام بالتغيير فيها وقيل أن صلاته كانت عبارة عن ايماء بدون سجود.
وقام بتشريع عشر صلوات خمس بالنهار وخمس بالليل، ووصل به الأمر إلى ادعاء بأنه هو المهدي المنتظر وسلم الحكم بعد ذلك إلى ابنه ثم اختفى تماما.
كيف انتهت
كانت الطامة الكبرى التي قضت على هذه الطائفة عندما قام صالح بكتابة قرآن باللغة الأمازيغية يتضمن 80 سورة وشرع لهما قراءته في صلاتهم كما أحل لهم الإفطار في شهر رمضان كل هذه الأمور جعلت الكثيرين يهاجمون هذه الطائفة .
انتهت هذه الطائفه على يد المرابطين وبالتحديد على يد الأمير المرابطي أبو بكر بن عمر، الذي قضى على هذه الطائفة وقام بجمع أموالهم وتقسيمها على المرابطين.
لكنهم حاولوا أن يجتمعوا مرة أخرى ويذهبوا لغزو مدينة مراكش فعلم بذلك يوسف بن تاشفين، فقام بمهاجمتهم في معقلهم والذي كان يوجد في مدينة على شاطئ المحيط الأطلسي حيث لجأوا إليها.
وبذلك انتهت هذه الإمارة تماما التي استمرت لحوالي أربع قرون.