ثقافة ومعلومات

قبيلة الباجو التي تعيش في البحر ولا تخطو أقدامهم البابسة وتلقب بالأسماك البشرية

منذ ولادتهم يعيشون حياتهم في قلب البحر، يأكلون ويبيتون ويتحركون، على متن قارب للصيد يتزوجون ويرحلون أيضًا، يعلمون أولادهم السباحة قبل المشي، إنهم قبائل الباجاو الإندونيسية، أو كما يلقبهم البعض بالأسماك البشرية، فمن هم وما قصتهم هذا ما سنرويه لكم في التالي:

هم قبيلة من القبائل الإندونيسية المتعددة، لكنهم يختلفون على البشر كثيرًا. فمعجزة الباجاو الفسيولوجية هي نوع نادر من التكييف ليس مع الهواء أو الطعام، إنما مع المحيط.
تطورت أجسامهم لتتحمل الغوص لمدة أطول، إذ يعيشون في قوارب في قلب البحر وبيوت قوائمها ترتكز على المياه الساحلية.
إنهم جنس بشري من نوع خاص، يحملون جينات مختلفة ترصد حالات تطور البشر الممتدة منذ آلاف السنين. يستطيعون حبس أنفاسهم لمدة تتجاوز الـ13 دقيقة، في عمق يصل إلى 70 مترًا، بحثًا عن الطعام وعن مواد يستخدمونها في البيوت والحياة اليومية.
قرر متخصصون في علوم الإنسان في جامعة هاواي، السفر إلى قرية الباجاو. واصحبوا معهم خلال رحلتهم تلك جهازًا متنقلًا للأشعة بالموجات فوق الصوتية، لقياس حجم الطحال لديهم.
كانت المفاجئة،، أن حجمه أكبر بـ50% من الحجم الطبيعي بفعل تدريبهم على الغوص منذ الصغر.
فالطحال الأكبر يمنكه أن يضخ المزيد من خلايا الدم الحمراء التي تحمل الأكسجين، ما يسمح بالبقاء لأطول فترة ممكنة تحت الماء.
أحد المتغيرات الوراثية التي تؤثر على حجم الطحال لدى شعب الباجاو، PDE10A. والأشخاص الذين لديهم نسخة واحدة من هذا الجين الطفرة، لديهم طحال أكبر من المعتاد. وهو الجين الذي يحمله أهل هذه القبيلة.
الروايات حول أصول الباجاو مختلفة، تحكي أسطورة أنهم ينتمون إلى شعب كان يسكن اليابسة ويحكمهم ملك له ابنة ابتلعها البحر في عاصفة شديدة.
فأمر الملك شعبه بالبحث عنها. رحلو إلى البحر ولما فشلوا في العثور عليها قرروا البقاء خوفًا من الملك. وتشير رواية أخرى، إلى أنهم شعب منع من العيش في الأراضي الماليزية، بعد هجرتهم من الفلبين.
لكنهم ومع اختلاف روايا أصولهم تبقى حقيقة لا اختلاف عليها. أن حياتهم لا تعرف الطبقية، ولا أنظمة الحكم. ولا يتقاتلون لأنهم ليس لديهم ما يقاتلون من أجله، لا يعرفون إلا الماء، ولا يتعلمون إلا الصيد، ولا يصادقون إلا الأسماك.
كما يستمر الابن في الغطس مهما تقدم به العمر وطالما في صدره أنفاس متبقية، فهي مصدر رزقهم وطريقة كسب عيشهم.
ولا يعلمون غيرها فهم يعتمدون على ما يصطادونه من أسماك وأصداف لؤلؤ وخيار البحر غالي الثمن في تأمين احتياجاتهم عن طريق المقايضة للحصول على الأرز والطعام مع سكان اليابسة الأقرب إليهم فهم لا يعرفون النقود أو التجارة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى