هل كان يتوقع القائد المغولي هولاكو.. أن تكون بداية النهاية له على يد نجل عمه الذي تحالف مع المسلمين، فكيف تدخل حفيد جنكيز خان لصالح الإسلام ولماذا استجاب لتدبير تلك الخطط ضد هولاكو؟
نشر الفزع الأكبر
لم يعرف التاريخ قوة ظالمة مثل قوة المغول.. فقد كانت طريقتهم في السيطرة على الدول والشعوب بنشر الفزع الأكبر واستباحة كل وجوده أمامهم ولقد بلغ من جبروتهم أن بقايا الناس في شوارع بغداد سدت الطرق وأمر هولاكو بنقل مقر قيادة الجند منها لأنه لم يحتمل رائحة تحلل الجثامين.
مشاهد الظلم التي دبرها القائد المغولي
ذلك كان مشهدا واحدا من مشاهد الظلم التي دبرها القائد المغولي فلم يدخل بلدا إلا أفسده وجعل أعزة أهلها أذلة.. لكن إرادة الله شاءت أن يزول ملك هولاكو.. فأتاه العقاب من حيث لا يحتسب بعد أن أعلن الحرب على الإنسانية وظن أن لا أحدا يقدر عليه.. لكن عدالة السماء أبت إلا أن يُذل ذلك المتجبر قبل أن تخرج روحه.
المسلمون أهل حضارة يمكن الاعتماد عليهم
كان لهولاكو نجل عمه “بركة خان” وكان شديد الذكاء.. كان بركة بخلاف نجل عمه نهائيا، وكان يرى أن المسلمين أهل حضارة يمكن الاعتماد عليهم في تأسيس الدول والاستفادة من علومهم وخبرتهم وحكمتهم وكتبهم التي تشمل كل العلوم وذلك على عكس هولاكو الذي ألقى كتب علماء المسلمين في نهر دجلة.
انبهار “بركة خان” بالمسلمين خرج عن حد الإعجاب إلى الاستعانة بقادة وقضاة وأئمة من المسلمين في بلاده.. أن وجود المسلمين وشعائرهم أصبح أمرا مقبولا في الجزء الغربي من الإمبراطورية المغولية.. ولكن الشرط الوحيد لأسرة “بركة خان” كان يتمثل في بقاء أسرته ضمن الطبقة الحاكمة للبلاد.
القائد المغولي في اختبار مصيري
الجزء هذا.. أصبح مصدر خطر حقيقي على هولاكو.. وبات القائد المغولي الذي أذل البلاد والعباد في اختبار مصيري بسبب “بركة” حاول هولاكو إخفاء ذلك الخوف في نفسه من دون أن يجاهر به أمام مساعديه ومستشاريه كان يخشى أن يؤدي الحديث عن قوة “بركة خان” والخطر الذي يمثله إلى انتهاء مهابة القائد المغولي في نفوس الناس والقوات.
أوامر بالسيطرة على الشمال الأفريقي
في نفس الوقت الذي كان يستعد القائد المغولي هولاكو فيه إلى إصدار أوامره إلى القوات بالسيطرة على الشمال الأفريقي أحدث “بركة خان” مفاجأة بإعلان تحالفه مع المماليك في مصر، وبذلك أصبح هولاكو يواجه أكبر تحد في تاريخه الأسود.. كان هولاكو يعتبر مصر درة التاج وأن السيطرة عليها سيضمن سيطرة تامة على العرب وأفريقيا.
قطز يرد بالرفض
أرسل هولاكو إلى مصر يأمر المصريين بالاستسلام التام.. ومن مصر وصله الرد من القائد قطز بالرفض.. وتطور الموقف إلى مواجهة دخلها هولاكو لأول مرة ضد قائد كان أول من رفض الاستسلام وفي مواجهة “عين جالوت”
اتفق “بركة خان” مع قطز لتأديب هولاكو وقواته وقرب مدينة حمص حدثت مواجهة أخرى.. وحاول هولاكو إدارة دفة الانتصارات لصالحه لكن قوة ترتيب المسلمين لصفوفهم أدى إلى تلقين القائد المغولي أقسى الدروس إلى أن طالته أزمة صحية أنهت حياته.