أنباء عدة انتشرت خلال الساعات الماضية عن رحيل الملكة إليزابيث الثانية ملكة بريطانيا بعد تدهور حالتها الصحية، إلا أن لم يؤكد أو ينفي أحد من العائلة المالكة في بريطانيا تلك الانباء. وتعد الملكة إليزابيث من أقدم الحكام على وجه الأرض، ولها العديد والعديد من المواقف الطريقة مع بعض حكام العرب.
شهدت العلاقات بين الملكة إليزابيث وبين الحكام العرب، غلا أن العلاقة بينها وبين السلطان قابوس، حاكم سلطنة عمان الراحل كانت لها طابعًا خاصًا، فبعد رحيله وصفته الملكة إليزابيث بأنه كان مصدر إلهام لها وللجميع، كما أنه كان ملتزما بالسلام والتفاهم بين الأمم وبين الأديان.
وأضافت الملكة إليزابيث أن السلطان قابوس كان صديقًا تعتز به لعائلتها وللمملكة المتحدة، وأنها تشعر بالامتنان لكل ما فعله لتعزيز أواصر الصداقة بين البلدين، وأشارت إلى زيارتها الرسمية إلى سلطنة عمان في عام 2010 ذكرى عزيزة عليها.
وأما عن الموقف الأغرب الذي جمع بين الملكة إليزابيث ويبين حاكم عربي، ما ذكره الكاتب الصحفي البريطاني شيرارد كولز في كتاب سمّاه Ever the Diplomat.
وروى شيرارد كولز موقف غريب حدث في 1998 حين كان الملك السعودي الراحل عبدالله بن عبدالعزيز وليًا للعهد وزار بريطانيا ذلك العام، فدعته الملكة لتناول الغداء بقصر “بالمورال” في مقاطعة “آبردينشير” الاسكتلندية.
بعد الغداء، سألته الملكة إليزابيث إذا كان يرغب بجولة شجعه عليها وزير خارجيته، الأمير الراحل فيما بعد سعود الفيصل، فوافق ولي العهد، ووضعوا “لاند روفر” أمام القصر لتقله، فصعد وجلس على الكرسي الأمامي، وجلس مترجمه في مقعد خلفي، وفجأة أقبلت الملكة وجلست على كرسي القيادة، وأدارت السيارة وبدأت بقيادتها، وراحت تتحدث إلى الأمير عبدالله، وفي الوقت نفسه تزيد من السرعة على طرق ضيقة.
ومع استمرار الحديث واستمرار القيادة بسرعة طلب ولي العهد من المترجم مبتسماً وممازحاً أن يقول لها: “صاحبة الجلالة، خففي سرعة السيارة، وركزي على الطريق فقط”.
وتعد الملكة إليزابيث الثانية هي أكثر من طال بقاء التاج البريطاني على رأسه طوال 1200 عام مضت من التاريخ حيث توجت في 1952، أي أكثر من 72 عامًا في الحكم.
شهدت إليزابيث، خلال حياتها، التحول الدائم في الإمبراطورية البريطانية داخل كومنولث الأمم. فقبل اعتلائها العرش، كان قد تم تنصيبها رئيس لعدد من الدول المستقلة الأعضاء في رابطة الكومنولث. وخلال الفترة من 1953م إلى 1954م، شرعت الملكة إليزابيث وزوجها فيليب في القيام بجولة حول العالم لمدة ستة أشهر. وبذلك أصبحت أول ملكة حاكمة لأستراليا ونيوزيلندا تزور تلك البلدان.
وفي أثناء هذه الجولة، تجمهرت حشود ضخمة من الناس، قُدروا بحوالي ثلاثة أرباع سكان أستراليا، لرؤية الملكة. وقد قامت الملكة إليزابيث، خلال فترة حكمها، بزيارات رسمية لدول أجنبية وجولات في دول الكومنولث؛ فكانت الملكة إليزابيث أكثر حاكمة سافرت في التاريخ.