من أبرز الفتوحات التي حققها المسلمون فتح مدينة القسطنطينية، فهي عاصمة الإمبراطورية البيزنطية أو ما كان يعرف قديما بدولة الروم، جاء هذا الفتح على يد واحد من كبار القادة المسلمين، إنه السلطان محمد الفاتح، سابع سلاطين الدولة العثمانية،الذي استطاع بهذا الفتح العظيم أن يكلل بالبشارة النبوية الشريفة، كيف كان هذا الفتح استثنائيا؟
لماذا عده الكثير من المؤرخين نقطة انتقالية من العصور الوسطى إلى العصور الحديثة؟وماذا فعل محمد الفاتح عندما دخل المدينة الأشهر في الدولة البيزنطية؟ تعالوا لنعرف في التقرير التالي:
بشارة النبي
تولى السلطان محمد الفاتح عرش السلطنة العثمانية في 18 شباط/فبراير عام 1451، وكان هو صاحب الحدث الذي أعاد رسم خريطة العالم.
فقد انتظر المسلمون هذا الحدث ثمانية قرون ونصف قرن، حتى تحققت البشارة التي بشر بها النبي صلى الله عليه وسلم
في حديثه “لتُفْتَحَنَّ الْقُسْطَنْطِينِيَّةُ فَلَنِعْمَ الْأَمِيرُ أَمِيرُهَا وَلَنِعْمَ الْجَيْشُ ذَلِكَ الْجَيْش”.
محاولات تاريخية لفتح القسطنطينية
وحاول المسلمون لعقود طويلة فتح الْقُسْطَنْطِينِيَّة، التي كانت عاصمة الدولة البيزنطية ومعقل الروم، وبدأت محاولات فتحها منذ عهد الخليفة معاوية بن أبي سفيان. إلا أن هذه المحاولة لم يُكتب لها النّجاح.وفي عهد الخليفة سليمان بن عبد الملك.
حاول الأمويون مرة أخرى فتحها، وفشلوا في هذه المرّة أيضاً.ومع تأسيس الدولة العثمانية، وتعاظم قوتها، سعي ( الفاتح ) لوقف الهجمات الصليبية، التي كانت تأتي من المعقل الأول للدولة البيزنطية، وهي مدينة القسطنطينية.
لذلك منذ بداية تسلم السلطان محمد الفاتح الحكم، عمل على إعداد جيش كبير بلغ نحو 250 ألف مقاتل
وجهزه لاقتحام المدينة، كما قام الفاتح بتطوير الأسطول العثماني، حتى وصل قرابة 400 سفينة حربية.
المدينة المحصنة
كانت مدينة القسطنطينية محصنة جيدا من الناحية العسكرية، فهي محاطة بالبحار في ثلاث جبهات، مضيق البسفور، وبحر مرمرة ، والقرن الذهبي.وبالتالي استعصت على عشرات المحاولات العسكرية لاقتحامها من قبل.
لكن السلطان الفاتح قرر دراستها جيدا، فنظم حملات استطلاعية لمشاهده تحصيانتها وأسوارها، وقام بتجهيز الخرائط اللازمة لحصارها.
كما عمل السلطان محمد الفاتح على تمهيد الطريق بين أدرنة والقسطنطينية لتكون صالحة لجر المدافع الكبيرة.
وبالفعل في اليوم المشهود، تحركت المدافع من أدرنة إلى قرب القسطنطينية، في مدة شهرين .
السلطان على رأس الجيش
الجيش العثماني كان يقوده محمد الفاتح بنفسه، حتى وصل إلى مشارف القسطنطينية، وعند رؤية البيزنطيين للسفن الراسية في القرن الذهبي.
ظهر اليأس في صفوفهم وكثرت الشائعات بينهم، ما ساهم في إضعاف روحهم المعنوية.وفي صباح يوم الثلاثاء 29 أيار/مايو 1453 للميلاد.
بدأ الهجوم العام على المدينة.وتعالت صيحات التكبير من جنود الجيش العثماني، الذين اتجهوا نحو الأسوار.وكان الهجوم بريا وبحريا وموزعا على كثير من المناطق.
الدخول إلى قلب المدينة
وبعد دخول الجيش العثماني إلى قلب المدينة، توجه السلطان محمد الفاتح إلى كنيسة آيا صوفيا، وكان يجتمع فيها عدد كبير من القساوسة والرهبان والسكان.
وعندما اقترب من أبوابها خرج أحد الرهبان وفتح أبوابها له، فطلب السلطان محمد الفاتح منه أن يطمئن الناس، وأمرهم بالعودة إلى منازلهم.
ما دفع العديد من الرهبان إلى إعلان إسلامهم.بعد ذلك أمر الفاتح بتحويل كنيسة( آيا صوفيا) إلى مسجد وتحضيره لإقامة صلاة الجمعة.