في وسط القاهرة وتحديدًا في جزيرة الزمالك يطل على النيل برج غامض بارتفاعه الهائل وبطوابقه التي تتعدى الخمسين، يقف في شموخ منذ نصف قرن من الزمان منتظرًا أن يفتح أبوابه للجميع لكن دون جدوى.. فما هو السبب الغريب الذي توقف بسببه المشروع الهائل؟
مشروع منهاتن الجديدة
تخيل الرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات أن القاهرة بمكانتها الدولية الكبيرة عليها أن تحظى بعدة ناطحات للسحاب كمثيلاتها في أمريكا والدول الأوروبية، وعلى ذلك أطلق السادات مشروع منهاتن في العاصمة المصرية، والحلم الأكبر في ذلك المشروع كان برج الزمالك الغامض، الذي اعتُبر الجزء الأول من المشروع الضخم.
برحيل الرئيس السادات في السادس من أكتوبر عام ١٩٨١ أُسدل الستار عن المشروع برمته، وذلك بعدما تم الانتهاء من إنشاء برج الزمالك، ولم يتبقى سوى الشائعات حول المشروع الذي نالت فكرة أول ناطحة سحاب فيه دعم وإعجاب السادات، باعتباره فندق يضاهي ما يراه في العواصم الأوروبية.
القصص والأساطير
لم يمر ترك برج الزمالك خاليًا غير مكتملًا على الجميع في مصر مرور الكرام، فبدأ خيالهم الخصب في نسج الكثير من الأساطير والخرافات حول السبب الذي حال دون استكمال المشروع وظهوره للنور رغم ما أنفق عليه من أموال طائلة.
اتهم البعض الفندق بأنه بيت للجان، تسكنه المخلوقات السفلية منذ بنائه ولذلك ليس هناك أمل في استكماله وفتحه للزوار، ويشير البعض أن كل محاولة لإعادة استخدامه ستبوء للفشل من قبل سكانه.
أعلى فندق في مصر.. وفندق دوار
برج إسطواني الشكل، يخترق السماء رأسيًا بارتفاع يصل إلى ١٦٦ مترًا وسط القاهرة، حيث صمم المهندس خالد فودة برج الزمالك الغامض بعدد خمسة وخمسين طابق، وقد كان مصممًا ليكون أشهر وأعلى فندق في مصر على الطراز العالمي.
وقد كان مخططًا للفندق الغامض أن يتألف من 450 غرفة فندقية، إلى جانب عدد كبير من المطاعم والمتاجر والملاهي الليلية، ومنذ عهد الرئيس الراحل محمد حسني مبارك بدأت شركة التطوير العقاري معاركها في الأوساط القضائية والتي باءت جميعها بالفشل وأوقفته في النهاية.
كما أن الفندق يحتوي على مطعم دوار في أدواره العليا، على غرار المطعم الدوار في برج القاهرة الذي يقع على مقربة منه، حيث يكفل المطعم فرصه لزواره في رؤية جميع معالم القاهرة، ولكن بسبب الروتين وصراعات البيزنس والسياسة توقف العمل به.
الجراج الذي أوقف الحلم
برج الزمالك المهجور حصل على كل التراخيص اللازمة للبناء في عام ١٩٧٢، ولم تشترط تلك التراخيص في ذلك الوقت تشييد جراچ أسفل المبنى، وظلت تلك المعضلة تواجهه طوال ثمانية وأربعين عامًا، ظل البرج فيها خاويًا وغير مكتملًا.
وقال المهندس خالد فودة صاحب ومصمم الفندق أنه أنفق كل ما يملك على المبنى، الذي تسبب الجراچ في عرقلت استكماله، ولم يبدي المسئولين منذ وفاة الرئيس السادات أي مرونة في الحل، على الرغم من فودة قدم الكثير من الحلول لإنقاذ مشروعه من الفشل.
قدم مالك الفندق عدة حلول لإنشاء الجراچ الخاص، خاصة وأن المنطقة المشيد بها لا تستوعب أي سيارات خاصة، وإذا ما تم تشغيله فقد يتسبب في إحداث أزمة كبيرة وتكدسات مرورية عالية، بحسب رأي المسئولين، ومن ضمن هذه الحلول التي طرحها صاحب الفندق إقامة جراچ ذكي أسفل نادي الجزيرة، أو تحويل أحد الڤلل المجاورة للفندق إلى جراچ يستوعب زواره.