هل تساءلت قبلا كيف بدأ أول سجن في العالم؟ ومن الذي خطرت على باله مثل تلك الفكرة في الأساس؟ وهل كان الهدف من بناء السجون هو ردع الخارجين عن القانون أصلا أم أن هناك سببا خفيا غير معلوم؟ وما هو تاريخ تطورها إلى أن صارت في الشكل الذي هي عليه في عصرنا الحالي؟ تعرف على كل هذا وأكثر في هذا الفيديو
في العصر الحالي تعتبر السجون هي الوسيلة الأولى والخيار الأول لردع الخارجين عن القانون، وهذا يدفعنا للتساؤل كيف كان العقاب قبل نشأة السجون يا ترى؟ ولماذا قرر البشر إنشائها من الأساس؟
في الحقيقة قبل نشأة السجون كانت العقوبة بدنية بشكل أساسي، وكانت الانتهاكات الجسدية شائعة للغاية، حتى أن بعض العقوبات كانت تنفذ على مرأى ومسمع من العامة كنوع من الردع لأي شخص تسول له نفسه ارتكاب الخطأ ومنذرةً إياه بالعقاب الوشيك.
ما يثير الدهشة أن السجن في بداية نشأته لم يكن الغرض منه العقوبة في حد ذاته، إنما كان مكانًا يُحتجز فيه مرتكب الجريمة، لفترة من الزمن، حتى تقع عليه العقوبة الفعلية، وكانت عادة عقوبة بدنية مؤلمة في غالب الأحيان.
متى بدأ أول سجن؟
لا نعلم تحديدا متى بدأ أول سجن، ولكننا نعلم أن السجون ترجع إلى أقدم العصور في التاريخ، كما أن بلادا مثل العراق ومصر حوت على أقدم السجون تاريخيا.
كان شكل السجون في تلك الآونة مغايرا نوعا ما لما نعتاد عليه في عصرنا الحالي، فقد كانت عبارة عن زنازين تحت الأرض، ولم يكن الهدف منها احتجاز السجين بغرض العقاب، بل كان الهدف من احتجازه هو أسره إلى حين تنفيذ العقوبة.
تطور السجون شيئا فشيئا مع مرور الوقت طبعا، ففي عهد الإمبراطورية الرومانية القديمة كانت كل الزنازين تحت الأرض، وكان النزلاء يقيدون بالسلاسل حول رقابهم طوال حياتهم داخل مكن احتجازهم.
ثم بدأ الأمر يتطور حيث بدأت بعض البلدان كإنجلترا في القرون الوسطى بإجبار المساجين على العمل الشاق بدون أجر ولكن مقابل الزهيد من الطعام.
تطور الأمر أكثر فأكثر وبدأت السجون تأخذ شكل المباني ذات الأبواب والزنازين الصغيرة المزودة بأقل القليل من التجهيزات، ولكن ازدحام المساجين ونفوقهم أدى إلى الاتجاه ببناء سجون كبيرة، حيث تغير تصميم السجن جذريًا، وأصبح الهدف منه من المساجين من الهرب وعدم اختلاطهم بالمجتمع.
وفي نهاية القرن الـ19 كثُر الغضب من فكرة السجون، ونشأت حركات أرادت أن تعرف معنا جديد للسجن، ولأول مرة شهد العالم سجون يتم فيها تعليم السجين وتقديم الدعم له، ومنحه ميزة الخروج المبكر مثلا إذا التزم حسن السير والسلوك.
والآن وفي وقتنا الحالي في بعض الدول تعتبر السجون أداة لتهذيب الخارج عن قانونها، بهدف إصلاحه نفسيا وإعادته للمجتمع مرة أخرى ليكون فردا فاعلا فيه.