تعددت ألقابه وأوصافه قيل عنه إنه أقوى رجال العرب في الجاهلية ووصفوه بما يليق لعلاقته الغرامية.. حتى أسموه «زير» من كثرة مجالسته للجميلات والتغزل فيهن ولو اعتبرنا أن العشق جينات يتم توريثها لعلمنا سر نبوغ امرؤ القيس في أشعار الحب والغزل فلقد كان كان «الزير سالم» خاله ومنه ورث رقة العاطفة في الشعر والتعزل في الجميلات..
معازل الجميلات الذي اعتزل اللهو
لكن الزير سالم الذي اعتاد التغزل بالجميلات ومجالستهن انقلب حالة رأسا على عقب لمجرد موقف واحد تسبب في مواجهات استمرت سنوات طوال.. فا هو ذلك الموقف ولماذا قاطع «الزير سالم» بسببه الجميلات؟
الزير سالم .. أحد أبطال قبيلة «تغلب» هو عند رجال الأدب شاعر وعند أهل التاريخ بطل وهو في نظر قومه قائد مواجهات البسوس.. اسمه الحقيقي «أبُوْ لَيْلَى المُهَلْهِلُ عَدِّيّ» وأسموه كذلك المهلهل لأنه أول من هلهل الشعر وخفف أسلوبه..
خبر مشؤوم أقسم بعده أن يقاطع الطعام
حياة الزير سالم كانت تمضي في لهو ومرح حتى أنه كان يطيل الجلوس إلى السيدات الجميلات وأسموه بذلك الاسم بناء على تلك العادة و«الزير» هو الجليس ليكون الزير سالم جليس السيدات الجميلات.
تعود أصل «الزير سالم» إلى نجد ولقد كان من أفصح الناس شعرا، ولقد جلس يوميا يروي الشعر فوصله خبر مشؤوم أقسم بعده أن يقاطع الطعام والشراب واللهو حتى يستعيد الحق إلى أصحابة..
كلب يعوي في مناطق العشب
إنه الحدث الكبير الذي اعتبره «الزير سالم» استهداف ضد شرف القبيلة.الزير كان له شقيق اسمه «كليب بن ربيعة التغلبي» وكان «كليب» أول من ملك قومه من العرب وسيطر على مساحات واسعة من مناطق الرعي فلم يكن يرعى أحد ولا يُسقي الأغنام والإبل إلا بإذنه ووصل الجبروت بكليب أنه كان يطلق كلبا له يعوي في مناطق العشب وكان ذلك العواء إشارة مفادها أن العشب لن يقربه أحد إلا بإذن «كليب» وأمره.
أول من يحصل على لقب ملك
سمع «كليب» الذي كان أول من يحصل على لقب ملك بين العرب أكثر من مرة باسم «جساس بن مرة الشيباني البكري» ولم يكن «كليب» يوافق أن ينازعه أحد في الشهرة والفروسية وكانت خالة «جساس» اسمها «البسوس بنت المنقذ» وكان للبسوس ناقة اسمها «سراب».. والبسوس في الأصل هي خالة جساس.. فماذا فعلت الناقة «سراب» وما موقف «الزير سالم» من الأحداث؟
قيل بأن «كليب» شقيق الزير سالم سمع أو رأى ناقة «البسوس» خالة جساس، ترعى وتشرب في مناطق تحت سيطرته بدون إذنه واعتبر ذلك مساسا بسيادته وملكه فأنهى حياة الناقة أو استهدفها.. لكن البسوس صاحبة الناقة غضبت غضبا شديدا وكتبت عبارات مؤثرة عن وداع ناقتها واستهدافها.
الأزمة التي تعاني منها خالته البسوس
سمع الجساس بالأزمة التي تعاني منها خالته البسوس وعلم بأن «كليب» قد استهدف ناقة خالته وأن عليه أن يؤدبه مهما كانت مكانته بين قومه ومهما كان ملكه.. وحاول جساس أن يروي الأغنام من أكثر من موقع و«كليب» يمنعه واحتدم النقاش بين «كليب» و«جساس» فأنهى «جساس» حياة «كليب».
مواجهات أحداث البسوس الكبرى
أصبح اسم «جساس» حامي الحمى.. لكن في الناحية الأخرى من قبيلة «كليب» فظهر «الزير» سالم يريد أن يستعيد الحق وبدأت مواجهات سميت بأحداث البسوس الكبرى والتي كان «الزير سالم» طرفا فيها واستمرت المواجهات أربعين سنة عبر مراحل عرفقت بيوم الواردات ويوم عنيزة..
ظل الزير سالم أقوى رجال العرب يدير المواجهات بشجاعة الفرسان إلى أن كانت نهاية حياته على يد اثنين من خدمه وكذلك انتهت حياة الجساس على يد ابن كليب.