حكمت واحدة من أقدم حضارات الأرض وأكثرها عراقة، خلدها الشعب ونصّبوها إلهة
فهل تتخيل أن امرأة كانت تحكم الحضارة السومرية سنة 2500 قبل الميلاد ، وكانت الملكة الوحيدة في قائمة ملوك سومر الرجال.. تعالوا معنا نروِ لكم قصة الملكة كوبابا هنا في ملخص القصة
من هي كوبابا؟
قد يكون من الصعب أن نتخيل أنه قبل 4500 عام، كانت امرأة تحكم أكبر وأقدم حضارة في بلاد ما بين النهرين القديمة.
لكن الأكثر إثارة للدهشة هو أن كوبابا، أو كما تعرف بـ”كوج باو” في اللغة السومرية، لم تكن من سلالة ملكية، ولم تعتل العرش لحقها الوراثي في الحكم، لكنها في الحقيقة كانت تعمل في حانة تقدم البيرة أو نوعاً من الشراب القديم.
لكن هناك شيء متفق عليه، وهو أن امتلاك حانة كان مهنة شائعة ومحترمة للإناث في بعض الحقبات التاريخية القديمة في بلاد ما بين النهرين.
فقد كان الشعير الذي تصنع منه البيرة مقدساً لدى الشعب السومري، كما كانت تعتبر البيرة بحسب النصوص السومرية بهجة القلب
ويرجح أن كوبابا كانت مالكة الحانة وليست مجرد خادمة فيها، وأنها قدمت القرابين التي فشل الصيادون بتقديمها. وذلك بناءً على سجل تم العثور عليه يشير إلى مكانتها، وفيه اقتباس من نص بابلي قديم يقول: “أعطت كوبابا الخبز للصياد وأعطته الماء، وجعلته يقدم السمك في معبد إيساجيلا للإله مردوخ، فأعجب صنيعها الإله وعهد إلى كوبابا، حارسة الحانة، بالسيادة على العالم بأسره”.
كان يعتبر السومريين الحكم قانوناً إلهياً، وكانوا يعتقدون أن الملوك من الممكن أن يكونوا آلهة، لذلك من الصعب تحديد تاريخ حكمهم بشكل دقيق.
وبحسب المصادر التاريخية ، حكمت كوبابا لمدة 30 عاماً “بحنكة وذكاء واقتدار بلا مشاركة زوجها أو ابنها”، لكن بحسب الأسطورة فإنها حكمت 100 عام، أسست خلالها سلالة كيش الثالثة (أو الرابعة) التي عُرفت بالسلالة الكوتية في سومر.
خلال فترة حكمها، انتصرت كوبابا على ملك ماري في سوريا، شاروميتر، وكانت بذلك أول امرأة تقود حرباً وتنتصر فيها في التاريخ البشري. وأنها كانت ملكة قوية ذات شعبية كبيرة طوال فترة حكمها في الحضارة العراقية القديمة.
ويذكر أنها تزوجت من الملك الكوتي هابلوم
بعد موتها، عرفت كوبابا بإسم الإلهة الحورية الأم التي تعبد في أضرحة سومر.
كما أصبحت الإلهة كوبابا حامية مدينة كركميش السورية، وهناك لوحة حجرية منحوتة محفوظة الآن في متحف الحضارات الأناضولية في أنقرة تمثل الإلهة كوبابا وهي ترتدي غطاء الرأس