«إذا أسمكتم فأبلحوا».. كلمة دعائية هي أقرب إلى الاحتيال منها إلى الدين.. حيث واجه علماء الدين على مر العصور طوائف من البشر على اختلاف مشاربهم منهم من يحاول تطويع نصوص مقدسة لصالح مصالحه الخاصة ومنهم من يسعى إلى التحريف في الدين بحماقات بدت للناس على أنه طرفة أو مواقف مضحكة لكنها حقائق.. المخططات التي استهدفت الدين والعلماء على السواء .. تعالوا لنعرف كيف يواجهونها.؟
أولى حماقات الدعائيين الذين حاولوا التلاعب بنصوص مقدسة كانت تلك الرواية التي كان بطلها «بائع بلح» رأى الناس قد أقبلوا على بائع الأسماك بينما لم يعيروه اهتماما وخشي على بضاعته من البلح من الكساد فأخذ يروج عبارة اخترعها يقول فيها : «إذا أسمكتم فأبلحوا»!!! ولم يكن ذلك القول حكمة ولا حديثا كما روج ذلك البائع الباحث عن البيزنس.
الأعراب على رأس القائمة
الأعراب أيضا كان لهم مع العلماء والأئمة مواقف في منتهى العجب وحينما صلى أحدهم خلف إمام يتلو قول الله تعالي: «قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَهْلَكَنِيَ اللهُ وَمَن مَّعِيَ أَوْ رَحِمَنَا»، سمع الأعرابي تلك الآية فانتفض كأنه فهم الآية على نحو غير مقصود فنهر الإمام قائلا: «أهلكك الله وحدك ماذنب الذين معك؟»، ولم يتمالك المصلون أنفسهم من فرط الضحك.
موقف آخر أشد غرابة حدث بسبب رجل متشدد سأل «الشعبي» عن طريقة الوضوء السليمة لمن كان له لحية يخشى أن يكون الاكتفاء بمسحها أثناء الوضوء غير مناسب .. فتعجب الشعبي من ذلك السؤال فقال للسائل: إن (صاحب اللحية) يمكنه أن يبلها من الليل.
يترك الصلاة بسبب فهمه الخاطئ
وبالعودة إلى الأعراب أيضا نجد أنهم تصدروا المواقف الأغرب في التعامل مع الأئمة والعلماء والقراء على السواء.. فحينما صلى أحدهم وكان اسمه «مجرم» في الصف الأول خلف إمام كان يتلو قول الله تعالى: «ألم نهلك الأولين».. وحينها قرر الأعرابي الوقوف في آخر الصفوف.
وحينما وصل الإمام في التلاوة إلى قول الله تعالى : «كذلك نفعل بالمجرمين». وكان الأعرابي قد زاد توترا حتى أنه ترك الصلاة وهرب من المسجد ولما سألوه عن ذلك قال: إن الإمام أهلك الأولين والآخرين وأراد أن يهلكني في الجملة.
كان الموقف الأشد طرافة ذلك الذي حدث بين الإمام أبو حنيفة النعمان وأحد سائليه عن حكم من أحكام الفقه.. كان الإمام بين طلابه في أحد المساجد واستأذنهم في أن يمد قدمه لظروف صحية لديه في الركبة .. وفجأة دخل المسجد رجل بدت عليه علامات الهيبة كأنه عالم كبير أو أمير عظيم من سحنته وملابسه .. وهنا اضطر الإمام أبو حنيفة أن يمتنع عن مد قدمه ويجلس جلسه تناسب هيئة الرجل الذي دخل المسجد.
قصة الرجل الوقور
كان أبو حنيفة يتحسب لذلك الرجل الذي تبدو عليه علامات الوقار وزاد الموقف صعوبة حينما حضر ذلك الرجل مجلس العلم بين طلاب أبي حنيفة وقرر أن يسأل الإمام عن موعد إفطار الصائم بقوله : أجبني إن كنت عالما.. فقال الإمام: عند غروب الشمس.
لكن الرجل اتبع سؤاله بسؤال آخر وجهه إلى أبي حنيفة بقوله له: ولكن : إذا لم تغرب شمس ذلك اليوم متى يفطر الصائم؟.. وهنا قال الإمام قولته الشهيرة : آن لأبي حنيفة أن يمد قدمه.