في عمر السابعة عشرة فقط، يُبهر لامين يامال العالم بموهبته الاستثنائية، ليصبح أحد ألمع نجوم برشلونة هذا الموسم.
هدفه في مرمى بوروسيا دورتموند خلال الفوز الساحق 4-0 في ذهاب ربع نهائي دوري أبطال أوروبا لم يكن سوى دليل جديد على قدراته الهائلة.
لكن الجناح الشاب لا يكتفي بالتألق على أرض الملعب، بل يفرض رؤيته داخل غرفة الملابس، مؤمنًا بأن عودة نجم غير متوقع قد تكون المفتاح لتحقيق حلم برشلونة بالتتويج الأوروبي.
هذا النجم ليس بيدري ولا رافينيا، بل داني أولمو.
لامين يامال: موهبة تتجاوز العمر
يُعد لامين يامال ظاهرة كروية نادرة.
بسرعته، مهاراته، وثقته العالية، أصبح اللاعب الشاب ركيزة أساسية في تشكيلة هانسي فليك.
هدفه أمام دورتموند، إلى جانب أدائه المميز في الدوري الإسباني، يعكس نضجه الكروي المذهل رغم صغر سنه.
لكن يامال لا يقتصر على اللعب ببراعة، بل يمتلك رؤية استراتيجية لما يحتاجه برشلونة للوصول إلى القمة.
في نظره، العنصر الحاسم ليس أحد النجوم البارزين الحاليين، بل لاعب عانى من الإصابات لكنه على وشك العودة بقوة: داني أولمو.
داني أولمو: العودة المنتظرة
لم يحظَ داني أولمو، الذي انضم إلى برشلونة كصفقة مميزة في صيف 2024، بالاستمرارية المطلوبة بسبب سلسلة من الإصابات التي أبعدته عن الملاعب لفترات طويلة.
ومع ذلك، يقترب اللاعب الإسباني من استعادة لياقته الكاملة في توقيت حاسم من الموسم.
مصادر داخل النادي تؤكد أن أولمو في المرحلة الأخيرة من التعافي، ومن المتوقع أن يعود للمشاركة في المباريات الحاسمة بدوري الأبطال، مما يثير حماس زملائه، وعلى رأسهم لامين يامال.
لماذا يراهن يامال على أولمو؟
يؤمن لامين يامال أن داني أولمو يمتلك الصفات التي تجعله الشرارة الإبداعية التي يحتاجها برشلونة لتحقيق الثلاثية: الدوري الإسباني، كأس الملك، ودوري أبطال أوروبا.
أولمو، بفضل مهارته العالية في المراوغة، رؤيته الثاقبة، وقدرته على التسجيل وصناعة الأهداف، يمكنه أن يكون الرابط بين خط الوسط والهجوم.
يرى يامال أن وجود أولمو في مركز الوسط الهجومي سيخلق توازنًا مثاليًا مع قوة الأطراف التي يقودها هو نفسه إلى جانب رافينيا، بالإضافة إلى الحسم التهديفي لروبرت ليفاندوفسكي.
علاوة على ذلك، خبرة أولمو في البطولات الكبرى، التي اكتسبها مع لايبزيغ ومنتخب إسبانيا، تجعله لاعبًا يزدهر تحت الضغط.
في دوري الأبطال، حيث التفاصيل الصغيرة تحدد الفائز، يمكن لأولمو أن يقدم تلك اللمسة السحرية التي تحتاجها المباريات الحاسمة.
رؤية مشتركة مع فليك
ليست رؤية يامال مجرد طموح فردي، بل تتفق مع نظرة الجهاز الفني بقيادة هانسي فليك.
يرى فليك في أولمو لاعبًا متعدد الاستخدامات، قادرًا على اللعب كصانع ألعاب أو جناح، مما يمنح الفريق مرونة تكتيكية كبيرة.
عودة أولمو ستخفف الضغط عن بيدري، الذي عانى أيضًا من إصابات متكررة، وستمنح الفريق خيارات إضافية في مواجهة الفرق الأوروبية القوية مثل مانشستر سيتي أو بايرن ميونيخ.
برشلونة: حلم الثلاثية
يحلم برشلونة هذا الموسم باستعادة أمجاده الأوروبية، ولامين يامال يرى أن الفريق يمتلك كل المقومات لتحقيق ذلك.
مع دفاع صلب بقيادة جول كوندي، خط وسط إبداعي يضم بيدري وجافي، وقوة هجومية تجمع بينه وبين ليفاندوفسكي ورافينيا، يبقى أولمو هو القطعة الأخيرة في هذا اللغز.
عودته في اللحظات الحاسمة قد تكون العامل الذي يميز برشلونة عن منافسيه.
يامال وأولمو: ثنائي المستقبل
ما يجعل رؤية لامين يامال مميزة هو إيمانه بأن النجاح يعتمد على العمل الجماعي.
بينما تسلط الأضواء على نجوم مثل ليفاندوفسكي وبيدري، يختار يامال تسليط الضوء على زميل عانى من النكسات لكنه على وشك العودة بقوة.
إذا تحقق حلم يامال، فقد نشهد ثنائية بينه وبين أولمو تقود برشلونة إلى منصات التتويج.
لكن السؤال يبقى: هل يكون أولمو فعلاً المفتاح لتحقيق دوري الأبطال، كما يراه يامال؟
الأسابيع القادمة ستكشف الإجابة.
