في فرق كبير بين نجوم زمان الذين كانوا يروا إن الفن رسالة، وفنانين الوقت الحالي، الذين تعاملوا مه الفن على أنه تجارة وشهرة.
علشان كدة الفنان الجميل ده كان دايما يقول إنه مش لازم يكون نجم شباك، والعمل الناجح بيوصل للجمهور، ويُحط صاحبه على القمة، بنتكلم عن الفنان العملاق “محمود مرسي”، اللي كان معروف بجرأته الشديدة، ومكانش له خطوط حمراء في أي حاجة.
“محمود مرسي” اتعرف للجمهور بأدوار الشر على الشاشة، أهمهم دور عتريس في فيلم “شئ من الخوف” اللي عمله مع الجميلة شادية، وحصلت بسببه ضجة كبيرة.
وفي الدور ده الفنان محمود مرسي أبدع، واتقالت في الفيلم أشهر عبارة مصرية.. “جواز عتريس من فؤادة باطل”.
محمود مرسي مش بس كان ممثل لاء ده كان منتج كمان ورفض ينتج الفيلم الشهير “القاهرة 30” لأنه كان لسة بيجمع فلوس علشان يدخل مجال الإنتاج
“محمود مرسي” معروف بخلافه مع حكم الرئيس جمال عبد الناصر، وللسبب ده دخل في أزمات كتيرة منها، اتهامه بخيانة شخصية “أبو العلا البشري” في المسلسل الشهير، لأنه علق في بيته صورة الرئيس السادات ورفض يعلق صورة عبد الناصر.،
محمود مرسي لما قرا الكلام ده استغرب منه وقال إنه مكانش يعرف إن “أبو العلا البشري” ناصري، ووجه اللوم للمؤلف الناصري “أسامة أنور عكاشة” إنه مقالوش.
محمود مرسي بعدها عمل حوار صحفي مع الكاتبة “أمل فوزي” الصحفية بمجلة صباح الخير، اللي اصبحت زوجة ابنه د عمرو بعد كدة.
في الحوار ده قال الفنان الكبير إن تعليق صورة السادات ورفض صورة عبد الناصر كلام مش حقيقي لكن اعترف بفقدان الثقة.
واعترف كمان “محمود مرسي” وقال إنه قبل نكسة يوم 9 يونيو كانت صورة عبد الناصر في قلبه، لكن بعد اليوم ده شالها خالص من قلبه.
رغم إنه كان منحاز لعبد الناصر قبلها والتحول ده سببه السيناريو اللي اتعمل على مصر ــ ده كلام محمود مرسي لمجلة صباح الخير.
أزمته التانية كانت أكبر، ودي كانت بسبب فيلمه العملاق “شئ من الخوف”، اللي اتسبب في ضجة كبيرة أوي قبل عرضه وبعدها.
محمود مرسي قال إن الفيلم ده اتمنع من العرض لفترة، لأن الدولة وقتها شافت إن شخصية “عتريس” المقصود بها عبد الناصر، لكن الفنان الكبير نفى ده.
واتمسكوا بوجهة نظرهم بدليل إنهم منعوا عرض الفيلم وعرضوا مكانه فيلم تسجيلي عن الفول المدمس، اللي جاب إيراد 3 جنيه في اليوم.
محمود مرسي بعدها ابتعد عن الظهور نهائي، وقعد سنوات طويلة في بيته ما يتكلمش، ولما سألوه عن السبب قال إن الصحف بتشوه تصريحاته.
محمود مرسي في مرة طلب يقابل الرئيس عبد الناصر علشان يسأله “إنت مستحمل كل اللي بيحصل في البلد ده إزاي؟”
وفعلا الرئاسة وافقت على اللقاء وراح هو والمخرج سمير العصفوري علشان يقابلوا عبد الناصر وراح ببنطلون مش مكوي، ومش حالق دقنه
في الرئاسة قعدوا مستنيين عبد الناصر لكن قابلوا واحد من مساعديه استمع لهم وفي الآخر وعدهم بدراسة مقترحاتهم والرد عليها
محدش اهتم بكلامه ولا حتى رجعوله بعدها، وعلشان ينسى محمود مرسي زيارة الرئاسة، طلب “أكلة سمك” وعاش معاها بدل الحزن اللي جواه بسبب أوضاع البلد وقتها
الفنان الكبير له أزمة تالتة مع واحد من زمايله الفنانين.. كانوا في مرة قاعدين مع بعض، وبيتكلم براحته عن الفن والسياسة، بعدها اتفاجئ إن كلامه كله اتنشر في الصحف
فعرف إن زميله سجل كل كلامه في القعدة، وأعطى الشريط لبنته الصحفية لنشره، وده السبب اللي خلاه يوصى اسرته بعدم حضور أي فنان لجنازته، والاقتصار على الأهل وأصدقائه المقربين بس اللي هو حددهم.
محمود مرسي كان بعيد عن الأنظار ومكانش بيهوى الشلل علشان كدة أصدقائه كانوا محدودين، ومن الصعب لما كان يجمتع مع الفنانين.