انتشر خلال الساعات الماضية موقف كوميدي بين سهير زكي وحامد جوهر خلال نقاش بينهما داخل مبني الإذاعة والتليفزيون في فترة الثمانينات ونشرتها بعض الصحف وقتها.
تقابلت الراقصة الأولى في مصر في ذلك الوقت سهير زكي مع الدكتور حامد جوهر- صاحب جائزة الدولة التقديرية، وكذلك صاحب الصوت الفريد الذي قدم به برنامجه المميز عالم البحار الذي كان واحداً من أهم البرامج في مصر والوطن العربي في تلك الحقبة الزمنية.
وداخل مبنى الإذاعة والتليفزيون، كاني قف الدكتور حامد جوهر أمام الخزينة ليتقاضى راتبه عن حلقات برنامجه عالم البحار من الإذاعة والتليفزيون.
في ظل انتظار حامد جوهر لدوره داخل طابور طويل، فاحت رائحة التفت لها الجميع، حتى طلّت عليهم سيدة ذات قوام لا يقل جمالًا عن رائحتها، بشعر أسود منسدل على كتفيها، ونظارة سوداء تضفي على جمالها غموض أنثوي.
وسادت حالة من الهمسات بين الواقفون في الطابور، وبعد لحظات همس الواقفين بعضهم بعض قائلين: سهير زكي؟
وسارت رؤوس وأعين الواقفون في الطابور على مسار خطوات سهير زكي وهي مخترقة الجموع لتصل إلى الشباك مباشرةً دون النظر بعين الاعتبار إلى الواقفين.
وبمجرد وصولها إلى الشباك رحب بها الصراف بحرارة كادت أن تصهره، ثم أعطاها 250 جنيهًا.
وبعد لحظات حدثت مفاجأة بعدما نظرت للموظف قائلة: أنا أرقص ربع ساعة بالملاليم دي؟
وارتفع صوت سهير زكي بعد أن نظرت إلى المبلغ الذي تقاضته، حتى همس أحد الواقفين قائلًا: ربع ساعة من غير إعداد ولا مجهود.. والفرقة بتاعة التليفزيون مش بتاعتها وكمان مش عاجبها!
ساد الصمت وما زالت السيدة الجميلة معترضة على المبلغ القليل بين يديها، حتى ارتفع صوت الدكتور حامد جوهر وقال: “أنا يا أستاذة أحضر من الإسكندرية كل يوم.
وتابع كلامه قائلاً: أحضر للحلقة قبلها بأيام، وأستعين بكتب ومراجع ويعطوني في النهاية 25 جنيه على حلقة مدتها نصف ساعة.
الدكتور حامد جوهر ولد عام 1907، وتلقى جوهر تعليمه الابتدائي في مدرسة الجمعية الخيرية الإسلامية، وتعليمه الثانوي في المدرسة الثانوية الملكية “الخديوي إسماعيل فيما بعد”، وحصل منها على شهادة البكالوريا سنة 1925.
التحق حامد جوهر في بداية حياته بكلية الطب، ورغم نجاحه بتفوق في السنة الإعدادية، حول منها إلى كلية العلوم، حتى حصل على بكالوريوس العلوم مع مرتبة الشرف الأولى، فعين معيدا في قسم علوم الحيوان بالكلية.
وفي سنة 1931، بعد عامين من تخرجه، تقدم بأول رسالة تقدّم إليها لنيل درجة الماجستير، وكان موضوعها التشريح الدقيق وهستولوجيا الغدد الصماء في الأرنب.
حامد جوهر هو الذي أنشأ المتحف البحري حيث يضم مجموعة كبيرة من الحيوانات والنباتات المختلفة من البحر الأحمر.
كما يعتبر حامد جوهر أول رئيس لجمعية علم الحيوان بجمهورية مصر العربية عند إنشائها سنة 1958، ومقدم برنامج (عالم البحار) الشهير على التليفزيون المصري.
شغل حامد جوهر منصب المستشار الخاص بالعلوم التكنولوجية بجامعة الدول العربية عام 1970، بالإضافة إلى عضوية مجمع اللغة العربية بالقاهرة عام 1973.
حيث شارك في المعاجم العلمية العربية التي أصدرها المجمع، وأبرزها معجم البيولوجيا في علوم الأحياء والزراعة، والذي استغرق إعداده 8 سنوات.