لماذا تعمدوا استهداف ذلك الفنان السوري في هذه السن على الرغم من يقين القائمين على ارتكاب مخططهم بأنه لم
يكن في سن تسمح له بتحمل ذلك؟ وهل دخل الرجل في مواجهة غير متكافئة وضعته في هذا المصير الصعب لذلك التوقيت؟ والأهم.. ما هو موقف نقابة الممثلين السوريين مما تعرض له واحد من أهم أعضائها؟
أمضى الرجل عمره صانعا للبسمة ، ومعليا للقيم ومنحازا لها من خلال أعماله الفنية المؤثرة والتي طالما اعتبرها
السوريون كنزا فريدا في ذاكرة الدراما السورية. خصوصا وأنه تعمد الانخراط في الأعمال التي تعكس الواقع الاجتماعي السوري وتعبر عنه بصدق دون تهوين أو تهويل..
ثلثا العمر مع الكاميرات والمسارح
اسمه الكامل دريد محمد حسن اللحام، واشتهر باسمه الدارج ” دريد لحام” . عاش الرجل قرابة التسعين عاما ، أمضى ثلثيها لإسعاد جمهوره لكنه لم يتوقع أن يكون ذلك جزاءه بعد مشوار طويل بدأه في فترة الستينيات..
مواهب تتعدد لجمهور يستحق
قبل التطرق إلى تفاصيل الأزمة التي تعرض لها الفنان دريد لحام لنا أن نعلم أن مواهب ذلك الفنان لم تكن مختزلة في التمثيل فقط، فهو أيضا كاتب موهوب ومخرج له لمسات.
خاصة في المحتوى الدرامي الذي شارك فيه، ويفسر ذلك ارتياح كثير من المخرجين السوريين والعرب للعمل مع فنان في مثل ذلك المستوى.
ثنائية قلما تتكرر
عقد دريد لحام في بداية مشواره اتفاقا مع زميله نهاد قلعي وظهر إبداعهما بثنائية دريد ونهاد.وطالما أبدع في تقديم أدوار حفرت بذاكرة السوريين والعرب فتألق في تقديم شخصية «غوار الطواشة»، في مسلسله مقال غوار.
ولم يتركه خبراء ودارسو الدراما السورية من فرط تأثير موهبته الفنية الفريدة لذلك تم اختياره محاضرا في جامعة دمشق.
فنان قدس روح الفريق
آمن دريد لحام منذ بدايته الأولى في الدراما السورية بضرورة تنويع دائرة علاقاته ورغم تميزه مع أسماء معينة من زملائه الفنانين، لكن الرجل تفادى أسلوب الشللية في اختيار فريق العمل معه، ولذلك تعاون مع العديد من كتاب الدراما والمخرجين
والفنانين ، وكان أشهر ثنائية له تعاونه مع الكاتب المسرحي محمد الماغوط الذي أبهر دريد لحام كثيرا من خلال كتاباته الشعرية والمسرحية على السواء.
لم يجتمع دريد لحام والماغوط إلا وانتهى الاجتماع بينهما إلى عمل فني مؤثر لقي اهتمام وترحيب الجمهور حتى أطلق على اجتماعاتهما “مباحثات المبدعين”
محاولات تتكرر ودريد يتجاهل
لكن السؤال : إذا كانت تلك مسيرة الفنان السوري الكبير وإذا كانت تلك طبيعة علاقاته الواسعة الانتشار بين زملائه .. فلماذا تتكرر محاولات الاستهداف بأخبار الرحيل التي لم يرد بشأنها دليل ولا ركيزة لها من الصحة؟ .. لعل مروجي هذه الأخبار غير الصحيحة لهم مآرب من الفنان السوري ، فالرجل لا زال حيا يرزق رغم مزاعم الذين أطلقوا تلك الأخبار .. لكن كان الأولى بنقابة الممثلين السوريين أن تدعم الرجل أمام مستهدفيه .