ظل اسمها مرتبطا بالدفاع عن بلادها وعن استقرارها مهما كان الثمن.. واعتبرت أن الجيش السوري ضمانة حقيقية لأمن البلاد واستقرارها وتحرير المناطق التي تحاول تنظيمات مارقة السيطرة عليها.. محطات وأزمات في حياة الاعلامية السورية هالة الجرف تعالوا لنتعرف عليها في التقرير التالي:
«شكرا للجيش السوري بعد دوره حيال المسلحين».. بتلك الكلمات واصلت الإعلامية السورية «هالة الجرف» الدفاع عن مبادئها بشأن الإيمان بقيمة الأرض والأوطان واستقرارها.. وذلك الموقف ربما كلفها الكثير فهي ذاتها الإعلامية التي رأت أهمية توفير المطالب الحياتية اليومية للمواطنين السوريين والحفاظ على حقهم في التقدم وتوفير الخدمات كافة.
تم تصنيف هالة الجرف باعتبارها واحدة من أهم مؤيدات الرئيس السوري بشار الأسد وحاولت مرارا انتهاج خط متوازن في عرض قضايا الداخل السوري التي تتعرض لأداء الحكومة السورية – وليس الرئيس بشار الأسد – ، إلا أن تلك الانتقادات التي لم يكن لها مجال على القنوات الرسمية بدأت بثها عبر مواقع التواصل الاجتماعي وتحول حسابها الرسمي على موقع تويتر إلى أيقونة لنقد أداء الحكومة السورية.
كيف ضمتها القضية الحساسة لصفوف المعارضة
لم تتخيل هالة الجرف يوما أن تنضم إلى صفوف المعارضة خلف قضبان السجون السورية بتهم تبدو غريبة لكنها توقعتها من قبل في بث مباشر على الهواء انتقدت خلاله الأوضاع المعيشية داخل البلاد حينما رأت أن «ما تشهده سوريا حاليا عودة إلى العصر الحجري»، الأمر الذي أثار حفيظة الحكومة السورية..
هالة الجرف لم يقتصر نقدها للحكومة السورية على مقاطع الفيديو وإنما نشرت سلسلة تغديرات عبر موقع تويتر وقالت: «بدي عبي بنزين بكرامة بدون وقفة في الطابور.. ما بدنا تلج ما بدنا مطر ما بدنا مازوت أو كهرباء.. لا زيت لا رز لا خبز لا أكل.. بدنا انتهاء الحياة».
المعلومات الملفقة تدير سلسلة اتهامات صعبة
لم تكد تنتشر تلك التغريدات حتى صدقت توقعات هالة الجرف حينما قالت: «إنني قد يتم توقيفي بسبب كلماتي هذه»، وتم توقيف الإعلامية السورية بأحد مواقع الاحتجاز .. وذلك أعقاب بيان صادر عن وزارة الداخلية السورية أدرج أسم «هالة الجرف» ضمن قائمة موقوفين في قضية تأسست اتهاماتها على «جرم التواصل والتعامل مع مواقع إلكترونية».
أدينت هالة الجرف في القضية بإمداد تلك المواقع بمعلومات ملفقة وهي الاتهامات التي تم تكييفها قانونا وفق قانون العقوبات وقانون الجرائم المعلوماتية السوري، كان الموقف الأشد صعوبة من توقيف هالة الجرف هو موقف بعض زملائها منها وعلى رأسهم موسى عبد النور رئيس اتحاد الصحفيين السوريين الذي أدلى بتصريحات بدت داعمة لتوقيف الجرف متهما إياها بأنها «تجاوزت حدود النشر».
هالة لم تذنب وتوقيفها غير مقبول
مؤيدو هالة الجرف بدأوا الدفاع عنها بتغريدات ورسائل عبر مواقع التواصل الاجتماعي جددوا التأكيد فيها على أنها صوت مؤيد للنظام السوري وأبدوا اندهاشهم من توقيفها دون سند واضح.. بينما توثقت الاتهامات بحق هالة وسائر المتهمين معها بأنهم تسببوا في «وهن نفسية» الشعب السوري.
لاحقا عفا الرئيس السوري بشار الأسد عن الإعلامية هالة الجرف بعد أشهر من توقيفها ضمن سلسلة قرارات عفو رئاسي وتأكيد خلو ساحة هالة من تهم التآمر ضد الدولة السورية فضلا عن عدم تعرضها بشكل مباشر إلى شخص الرئيس.. لكن العفو عن هالة الجرف لم يرق لأقاربها الذين أبدوا تحفظهم على إدراج أسمائها مع مدانين بقضايا جنائية رغم تأييدها السابق للدولة.
تبقى قضية حرية الإعلام بحاجة إلى مزيد من الدعم للقائمين على الرسائل الإعلامية بما يضمن لكل صانع قرار رؤية متكاملة عن الواقع يرصدها إعلامي موضوعي.