يواجه ريال مدريد موسمًا صعبًا قد ينتهي دون أي ألقاب كبرى، مما يضع المدرب كارلو أنشيلوتي تحت ضغط هائل.
بعد الهزيمة القاسية 3-0 أمام آرسنال في ذهاب ربع نهائي دوري أبطال أوروبا، بات مستقبل أنشيلوتي يتوقف على مباراة الإياب في سانتياغو برنابيو.
لكن حتى لو نجح الفريق في تحقيق “الريمونتادا”، فإن الأداء الجماعي الضعيف والدفاع المتهالك يشيران إلى حاجة ملحة لتغيير جذري.
في هذا السياق، يبدو أن رئيس النادي فلورنتينو بيريز قد اتخذ قرارًا مفاجئًا بشأن المدرب القادم، متجاهلاً المرشح الأبرز شابي ألونسو لصالح اسم غير متوقع: يورغن كلوب.
أنشيلوتي: نهاية الحقبة؟
على الرغم من إنجازاته التاريخية مع ريال مدريد، بما في ذلك لقبي دوري أبطال أوروبا وثنائية الدوري والأبطال العام الماضي، يبدو أن أنشيلوتي يواجه أزمة حقيقية هذا الموسم.
فشل الفريق في الحفاظ على التماسك الدفاعي بعد إصابات متعددة، وعدم قدرته على دمج كيليان مبابي وفينيسيوس جونيور بشكل فعال أثار تساؤلات حول استراتيجيته.
هزيمة آرسنال كشفت عن هشاشة الفريق، حيث بدا ريال مدريد عاجزًا عن مواجهة الضغط العالي والتنظيم التكتيكي للجانرز.
مع تراجع الفريق إلى المركز الثاني في الدوري الإسباني خلف برشلونة، يرى بيريز أن التغيير على مقاعد البدلاء أصبح ضرورة لا مفر منها.
شابي ألونسو: المرشح المتوقع الذي تلاشى
حتى وقت قريب، كان شابي ألونسو يُعتبر الخيار الأول لخلافة أنشيلوتي.
المدرب الإسباني، الذي قاد باير ليفركوزن إلى لقب الدوري الألماني الموسم الماضي، يمتلك كل المقومات التي تجعله مناسبًا لريال مدريد: تاريخ مجيد كلاعب مع النادي، أسلوب هجومي جذاب، وقدرة على إدارة غرفة الملابس بحزم.
كما أن ألونسو أبدى استعداده للعودة إلى البرنابيو، مما جعل انتقاله يبدو وشيكًا.
ومع ذلك، بدأت الشكوك تتسلل إلى إدارة ريال مدريد بسبب تقلبات أداء ليفركوزن هذا الموسم، خاصة في المباريات الأوروبية الكبرى مثل خسارته أمام أتالانتا في نهائي الدوري الأوروبي وأمام بايرن ميونيخ في دوري الأبطال.
هذه النتائج أثارت تساؤلات حول قدرة ألونسو على تحمل ضغوط تدريب نادٍ بحجم ريال مدريد، مما دفع بيريز إلى البحث عن خيار آخر.
يورغن كلوب: القنبلة المفاجئة
في تطور غير متوقع، برز اسم يورغن كلوب كمرشح مفضل لدى فلورنتينو بيريز لتولي قيادة ريال مدريد.
وفقًا لتقارير إسبانية، يرى العديد من المقربين من بيريز أن المدرب الألماني هو الشخصية القادرة على تصحيح المسار وإعادة تنظيم الفريق.
كلوب، الذي اشتهر بتحويل ليفربول إلى قوة أوروبية بفضل أسلوبه الديناميكي وشخصيته القيادية، يُعتبر “صفقة مؤثرة” يمكنها إعادة الحيوية إلى مشروع ريال مدريد المتعثر.
خبرته في إدارة نجوم كبار ودمج الشباب مع المخضرمين تجعله مرشحًا مثاليًا للتعامل مع تحديات مثل إيجاد التوازن بين مبابي وفينيسيوس.
كلوب سبق وأن كان مطروحًا كخيار لريال مدريد قبل سنوات، لكن بيريز لم يمنحه الضوء الأخضر آنذاك.
الآن، وبعد أن أمضى كلوب عامًا بعيدًا عن التدريب كرئيس للعمليات الكروية في مجموعة ريد بول، يبدو أن الوقت قد حان لعودته إلى الملاعب.
على الرغم من راحته في دوره الحالي، فإن عرض تدريب ريال مدريد قد يكون مغريًا بما يكفي لإقناعه، خاصة مع التحدي الضخم المتمثل في إعادة بناء فريق يعاني من أزمة هوية.
تحديات كلوب المحتملة
إذا تولى كلوب القيادة، فسيواجه تحديات معقدة.
أولاً، سيتعين عليه إصلاح الدفاع الذي يعاني من غيابات مستمرة وعدم الاستقرار، خاصة بعد قرار بيريز بعدم التعاقد مع مدافعين جدد في يناير.
ثانيًا، سيكون عليه إيجاد صيغة تجمع بين مبابي وفينيسيوس، وهو ما فشل فيه أنشيلوتي حتى الآن.
أخيرًا، سيحتاج كلوب إلى إعادة تنشيط خط الوسط، الذي افتقد للإبداع منذ اعتزال توني كروس.
ومع ذلك، أسلوب كلوب القائم على الضغط العالي واللعب السريع قد يكون مثاليًا لاستغلال سرعة ومهارة الثنائي الهجومي، مما يمنح الفريق دفعة جديدة.
بيريز: قرارات جريئة في الأفق
يُعرف فلورنتينو بيريز بحذره عند اختيار المدربين، مفضلاً أسماء لها وزن وتاريخ مع النادي مثل زين الدين زيدان أو أنشيلوتي.
اختيار كلوب سيكون مغامرة غير مسبوقة، لكنه قد يكون الخيار الذي يحتاجه ريال مدريد للخروج من أزمته الحالية.
بيريز يدرك أيضًا أن التغيير لا يقتصر على المدرب، حيث يحتاج الفريق إلى تعزيزات كبيرة في سوق الانتقالات الصيفية لاستعادة هيبته.
لاعبون مثل ألفونسو ديفيز أو ترينت ألكسندر-أرنولد قد يكونون على رادار النادي لدعم المشروع الجديد.
ما الذي ينتظر ريال مدريد؟
مع اقتراب مباراة الإياب ضد آرسنال، تتجه الأنظار إلى أنشيلوتي في آخر فرصة له لإنقاذ موسمه.
لكن حتى لو نجح في تحقيق المعجزة، فإن قرار بيريز بتغيير المدرب يبدو شبه محسوم.
اختيار كلوب بدلاً من ألونسو يعكس رغبة بيريز في إحداث تأثير فوري، لكنه قرار محفوف بالمخاطر نظرًا لاختلاف فلسفة كلوب عن تقاليد ريال مدريد.
هل يكون كلوب هو المنقذ الذي يعيد النادي إلى منصات التتويج؟ أم أن ألونسو كان الخيار الأكثر أمانًا؟
الإجابة ستتضح في الصيف القادم.