لم تكد حلقات مسلسل سره الباتع تصل منتصف الموسم الرمضاني حتى أصبح العمل برمته رهن محاكمتين يصعب تجاوزها خصوصا بعد خروج عضو من فريق العمل معلنا الأخطاء التي وثقها طاقم الإخراج بعناية لتكون مستندات إدانة في قضية مثيرة للجدل
لم يعد «سره الباتع» باتعا فعلا بين الأعمال الدرامية الرائجة في الموسم الرمضاني فقد تجاوزت الملاحظات بشأن المسلسل المثير للجدل الأخطاء التاريخية من حيث ملابس أبطال العمل التي لم تلائم الفترة التاريخية لتصل إلى لغة الحوار والعديد من الوقائع محل الشك والريبة .
هل حاول الانتاج توفير النفقات
الملاحظات بشأن العمل طالت الإنتاج أيضا بعد ظهور خيول مهجنة في تناول الفترة العائدة إلى الحملة الفرنسية على مصر وبدا واضحا أن هناك محاولات لتوفير النفقات باستخدام خيول مهجنة لم يكن لها وجود أصلا خلال الفترة التاريخية التي تناولها العمل.
أما العربة «الكارتة» فكان استخدامها ثغرة جديدة لمنتقدي العمل الذي جانبه التوفيق في استخدام الأدوات المتعلقة بالمرحلة التاريخية التي تناولها؛ لأن تلك العربات عرفها المصريون بعد قدوم الحملة الفرنسية بخلاف ما حاول المسلسل تصديره للمشاهدين بالمخالفة للحقائق، ليكون العمل مدانا أمام «محكمة الجمهور».
المخرج أمام ساحات القضاء
تتوالى المزيد من الأخطاء التي شابت المسلسل قبل اكتمال عرض حلقاته، لكن أحد الأخطاء دفع المتضرر منه من فريق العمل إلى التوجه إلى ساحات القضاء حيث قرر الموسيقار «راجح داوود» مؤلف موسيقى مسلسل «سره الباتع» التسويقية اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بشأن ما تعرض له.
بدأت أزمة التصعيد القضائي ضد مسلسل «سره الباتع» عقب الصدمة التي تلقاها الموسيقار راجح داوود بسبب مخرج العمل خالد يوسف؛ لأن الموسيقار الكبير فوجئ أن الموسيقى التصويرية الموجودة في العمل مختلفة عن تلك التي عمل عليها حتى خروجها إلى النور.
خليط مع الريس عمر حرب
وكانت المفاجأة الأشد على الموسيقار راجح داود أن المسلسل به موسيقي تصويرية من فيلم «الريس عمر حرب » الذي أخرجه خالد يوسف أيضا، وهي التدخلات التي حمَّل داوود مخرج العمل مسؤوليته عنها بعد أن أعلن براءته من تلك التعديلات التي كانت من ناحية «غير مبررة»، ومن ناحية أخرى لم يتم التشاور بشأنها مع الموسيقار الذي ألف موسيقى المسلسل التصويرية.
المخرج خالد يوسف آثر أن يتعامل بدبلوماسية مع البيان الصادر من الموسيقار راجح داوود وردَّ على بيانه بأن الموسيقار من حقه أن ينبه الجمهور إلى تلك التعديلات التي تمت بشأن الموسيقى التي ألفها للعمل، لكن خالد ألمح إلى أن الموسيقار لم يقدم القدر المطلوب من المقطوعات المناسبة للعمل التاريخي.
حملة تضامن تربك خالد يوسف
الموسيقيون وأبطال العمل دخلوا على خط الأزمة وقرروا التضامن مع الموسيقار راجح داوود في أزمته مع خالد يوسف فيما تحدث مقربون من المخرج والموسيقار عن محاولات للصلح بين الطرفين واحتواء الأزمة..
وأيا كانت نتيجة التصعيد.. تفرض مسؤولية الأعمال التاريخية على صناعها مزيدا من التروي والتدقيق تجنبا لملاحظات كان من الممكن تفاديها والخروج بعمل مكتمل الأركان للجمهور والتاريخ على السواء لكنه يبدو أنه عامل التسرع الذي يصل بأي إبداع دائما إلى تلك النتيجة.