ليونيل ميسي، الأسطورة الأرجنتينية التي ألهمت الملايين، كشف عن مشاعره العميقة تجاه نادي برشلونة، معترفًا برغبته الملحة في العودة إلى الفريق الذي شهد تألقه الأول بعد تتويجه بكأس العالم 2022.
في تصريحات حصرية، تحدث ميسي عن مسيرته الاستثنائية، تأثير بيب جوارديولا، وسبب اختياره لإنتر ميامي كوجهة جديدة.
فما الذي منع “البرغوث” من العودة إلى الكامب نو؟
وكيف ينظر إلى تجربته الأمريكية؟
في حوار أجرته صحيفة “موندو ديبورتيفو” الكتالونية، فتح ميسي قلبه ليتحدث عن مسيرته التي امتدت لعقدين، حيث حقق كل الألقاب الممكنة مع برشلونة، باريس سان جيرمان، والمنتخب الأرجنتيني.
تتويجه بكأس العالم 2022 كان تتويجًا لمسيرة حافلة، لكنه أثار لديه رغبة عارمة في العودة إلى برشلونة، النادي الذي يعتبره “منزله”.
ومع ذلك، ظروف مالية وإدارية حالت دون تحقيق هذا الحلم، مما دفع ميسي لاتخاذ قرار عائلي بالانتقال إلى إنتر ميامي في الدوري الأمريكي.
رحلة البدايات: برشلونة الساحر
عاد ميسي بالذاكرة إلى أيامه الأولى في برشلونة، حيث انضم إلى فريق الشباب في سن الثالثة عشرة.
يتذكر بحنين استقبال نجوم الفريق الكبار مثل رونالدينيو، ديكو، وسيلفينيو، إلى جانب أساطير مثل تشافي، إنييستا، وبويول.
“كانت غرفة الملابس مليئة بالنجوم، والفريق كان استثنائيًا. فوزنا بدوري أبطال أوروبا 2006 تحت قيادة فرانك ريكارد كان نقطة تحول بالنسبة لي كمراهق. ثقته بي جعلتني أشعر أنني جزء من شيء عظيم”، هكذا وصف ميسي تلك الفترة.
هذه التجربة زرعت فيه ارتباطًا عاطفيًا عميقًا بالنادي الكتالوني.
بيب جوارديولا: الرجل الذي غيّر كرة القدم
لم يخفِ ميسي إعجابه الكبير ببيب جوارديولا، المدرب الذي قاده إلى ذروة التألق.
وصف فلسفة جوارديولا بأنها “ثورة غيرت كرة القدم”.
تحت قيادته، أصبح برشلونة فريقًا لا يُضاهى، يجمع بين الإبداع الهجومي والتنظيم الدفاعي.
يقول ميسي:
“بيب يرى ما لا يراه أحد.
لقد جعلنا فريقًا مثاليًا، والجميع حاول تقليدنا، لكن لم ينجح أحد بنفس الطريقة”.
هذه الفترة، التي شهدت فوز برشلونة بدوري الأبطال 2009 و2011، تركت بصمة لا تُمحى في مسيرته.
حلم العودة إلى برشلونة
بعد تتويجه بكأس العالم 2022، كان ميسي يحلم بالعودة إلى برشلونة لإنهاء مسيرته في النادي الذي صنع اسمه.
يعترف ميسي بحسرة:
“لم أتخيل نفسي ألعب في أي نادٍ أوروبي آخر غير برشلونة.
كان هدفي العودة إلى منزلي”.
لكن الأزمة المالية التي عصفت بالنادي الكتالوني، إلى جانب تعقيدات إدارية، جعلت العودة مستحيلة.
هذه الظروف دفعته للبحث عن وجهة جديدة، حيث اختار إنتر ميامي بناءً على قرار عائلي.
يوضح ميسي:
“جئنا إلى ميامي لنعيش تجربة مختلفة.
كان قرارًا يراعي مصلحة عائلتي”.
تجربة إنتر ميامي: مغامرة جديدة
في الولايات المتحدة، وجد ميسي بيئة جديدة لمواصلة مسيرته.
انضمامه إلى إنتر ميامي لم يكن مجرد خطوة رياضية، بل تجربة حياتية تهدف إلى توفير الاستقرار لعائلته بعد سنوات من الضغط في أوروبا.
رغم التحديات في الدوري الأمريكي، يواصل ميسي تقديم أداء استثنائي، حيث قاد الفريق لتحقيق نتائج مميزة، بما في ذلك التأهل إلى كأس الدوريات.
يقول ميسي:
“أنا ممتن لهذه التجربة الجديدة.
ميامي مدينة رائعة، وأشعر بالسعادة هنا”.