ذاقت مرارةَ العنصرية في الماضي، فقط لتمارسها على السوريين في المستقبل، إنها الإعلامية اللبنانية والمصرية والسودانية في آن واحد.. داليا أحمد، يعرفها الجمهور اللبناني جيدا من خلال برنامجها ذا الاسم الاذع “فشة خلق” على قناة الجديد، لكن وراء تلك الإعلامية أسرارا لم تكشف بعد، تابعوا لتعرفوا من هي داليا أحمد؟ ولماذا يا ترى أثارت كل هذا الجدل في الآونة الأخيرة؟ وما هي القصة الغريبة وراء التحاقها بالإعلام في لبنان؟
ولدت داليا أحمد في مصر لأب سوداني وأم مصرية، وانتقلت بعد ذلك بعمر الخامسة عشر إلى لبنان حيث تربت هناك وعاشت طفولتها.
أكملت بعدها تعليمها بلبنان وتخصصت في الإدارة والتسويق، لكنها لم تجد في تلك التخصصات ذاتها فقررت الانتقال للإعلام.
لكن انتقالها للإعلام جاء على سبيل الصدفة البحتة وكان مفاجأة لها هي نفسها قبل غيرها، فقد تقدمت للعمل داخل قناة الجديد اللبنانية التي كانت قد افتتحت حديثاً.
ولدهشتها قبلتها إدارة قناة الجديد دون النظر إلى جنسيتها أو أصلها غير اللبناني، لكن المتابعين نظروا إلى بشرتها عكس القناة وبدأوا بالتنمر عليها وإساءة الأدب معها.
ردت عليهم داليا أحمد قائلة: أنا لبنانية ومصرية وسودانية شاء من شاء وأبى من أبى، الإسفاف والتعرّض لأمور شخصية لا يعد انتقاداً.
استمرت الانتقادات إلى أن تعرضت داليا إلى مشكلة كبيرة داخل لبنان أدت إلى ترحيلها إلى خارج البلاد بسبب مشاكل قضائية متعلقة بتصاريح العمل كونها سودانية الجنسية.
لتنتقل بعدها للعمل في قناة الحرة في عام 2003، ثم بعدها في قناة أوي تي في، وتغيب بعدها فترة كبيرة عن الإعلام إلى حين عودتها الغامضة في 2018 على تلفزيون الجديد الذي احتضنها في أول مسيرتها الإعلامية.
قدمت داليا برنامج فشة خلق على تلفزيون الجديد، وهو برنامج يتناول الأحوال السياسية في لبنان.وفي إحدى حلقاتها وجهت داليا نقدا شديدا وحادا تجاه ما سمته بظاهرة اللاجئين السوريين، وقالت لهم: تقاسمنا معكم كل شيء، أكلنا معكم نفس الأكل، وعالجناكم بنفس العلاج، ولم يبق لدينا شيء نتشاركه معكم سوى الهجرة خارج البلاد.
وأضافت ساخرة: لا يليق بالشعب اللبناني أن يهاجر من بلاده وتتركوه، جدير بكم أن تشاركوه هجرته كما شاركتوه كل شيء في حياته”.
ثم اتهمهم بتلقي الدولارات الخضراء من الأمم المتحدة في الخارج، وأنهم ليسوا ضحايا كما تُظهر عدسات الإعلام والكاميرا.
هجوم داليا على اللاجئين السوريين فتح عليها وابلًا من الانتقادات اللاذعة التي، حيث اتهمها البعض بأنها تحاول أن تسقي السوريين من نفس الكأس الذي شربت منه في الماضي حينما تعرضت لانتقادات وهُجرت بسبب لون بشرتها وجنسيتها السودانية.
لكن داليا لم تتراجع عما قالت، بل واستمرت وأكدت عليه قائلةً: اللاجئون في لبنان مشكلة، حالهم كحال الاجئين الأوكرانيين بالضبط في أوروبا، يريدون تخويفنا لمنعنا من الكلام، لكني سأتحدث ولن يستطيعوا جعل الأمر كـ “تابو”.
تعنت داليا أحمد كما وصفه متابعون فتح عليها النيران التعليقات الغاضبة من كل مكان، وقال أحد المتابعين: ذكّروا وأبلغوا داليا أحمد ذات الأصول غير اللبنانية والتي تعرضت ذاتها قبل مدة لهجوم عنصري من لبنانيين بسبب لون بشرتها.
ذكروها أنها نفسها عانت مما يعانيه السوريين عندما تمّ طردها من لبنان لتجوب الدول قبل أن تعود.
وفي النهاية، ما رأيك في موقف داليا أحمد، هل تؤيده أم تعارضه؟