لم تكن شاعرة العراق الاولى فقط وانما كانت صاحبة سر أخفته عن الجميع فقد كانت تستحضر أرواح الراحلين وتأخذ أسرارهم وما سمعته كان حقًا مرعب! فما هي الحياة السرية للشاعرة العراقية نازك الملائكة التي لم يعرف عنها أحد شيئا، سأحكي لكم في التالي:
عام 1953 توفت الأديبة سلمى الملائكة فجأة عن عمر صغير يناهز الـ 44 عاما، وهي أديبة عراقية اشتهرت في القرن الماضي وتركت اربع اولاد منهم نازك الملائكة التي أصبحت واحدة من أشهر شاعرات العراق.
كانت نازك في هذا الوقت في 29 من عمرها ومع ذلك شعرت بالصدمة الشديدة للوفاة المبكرة لامها وكانت تخطو اول خطواتها في مجال الشعر حيث كانت بدأت تشتهر من أواخر الأربعينات لكن موت والدتها جعلها تشعر بالحزن الشديد وكانت نازك تعمل مدرسة في جامعة بغداد وشاعرة في نفس الوقت.
وما مرت أشهر قليلة الا وتوفى والد نازك ليصبح الصدمة أشد من التي قبلها علمت نازك شهور عديدة من الحزن خصوصا انها كانت مرتبطة بأمها وأبيها للغاية وكانت جدة نازك لأبوها هندية وكانت تؤمن بالسحر وجلسات استحضار الروح.
وعندما ذهبت لها نازك لزيارتها وتهيئتها عن مثل هذه الجلسات ألحت عليها بشدة أن أقوم بتعلميها هذه الجلسات وفعلا بدأت جدتها الهندية تمارس هذه الجلسات أمامها فقامت بإغلاق الضوء والجلوس علي طاولة وإحضار لوح فيه احرف أبجدية ووضع فنجان مقلوب على اللوح حتى تحركه الأرواح حسب اعتقاد اصحاب هذا النوع من ممارسات.
وقاموا بتحضير روح والد نازك الذي أخبرهم بأسرار كثيرة كانت تريد ان تعرفها نازك منها مكان أموال كانت لديه ولم يعثروا عليها ، ومكان لأوراق هامة أيضا اما نازك فأحبت فكرة تحضير الأرواح بشدة وبدأت تمارسها مع اصدقائها والمقريين منها.
وكانت تمارسها في بيتها في بغداد وتحضر في البداية ما يسمى بالوسيط الروحاني كما قامت بتحضير أرواح امها وأبيها التي اكتشفت انها كانت بطريقة طبيعية واصيبت بأزمة قلبية فجأة حيث كان سبب موت امها يؤرقها ، لدرجة أن وصل بها الأمر أنها قامت بتحضير أرواح شعراء وسألتهم في بعض الأسئلة الأدبية.
بل وحضرت روح شاب عراقي كان اختفى فجأة وظن أهله إنه كان لازال على قيد الحياة وكان الجميع يبحث عنه ، لكن الشاب أخبرها أنه ذهب في رحلة مع اصدقاءه من وراء اهله ومات غريقا وخاف أصدقاءه من اخبار أهله حتى الآن فاخبرتهم نازك ولكن أصحاب نازك لاحظوا انها تصاب بحالة غريبة بعد هذه الجلسات حيث تأتيها رعشة في جسدها وحالة هلع واحيانا تفقد الوعي، وعندما تستيقظ لا تتذكر كافة التفاصيل .
استمرت نازك في جلسات تحضير الأرواح ولكنها لم تكتفي عند هذا الحد!! فقد قامت بالتعمق وإحضار كتب روحانية تخص هذا النوع من الممارسات، حتى تزوجت وسافرت إلى بيروت وانجبت ابنها الوحيد براق وهناك سمعت عن عرافة شهيرة اشتهرت قديما في بيروت تدعى فاطمة الفلسطينية حكت لها بقى عنها فصممت نازك على الذهاب إليها.
وهناك ترددت عليها أكثر من مرة بعد أن أخبرتها انها سترى مستقبل مظلم وأنها ستموت وحيدة وفجأة ولن تدفن في بلدها وستعاني من الوحدة الشديدة.
صدقت نازك في كلام العرافة ، وكانت تتوقع حدوثه في كل وقت ، ولم تكن تعلم ان كلام العرافة فعلا سيتحقق، فانتقل ابنها إلى القاهرة بسبب عمله في الجامعة الأمريكية وانتقلت معه وهناك عاشت 15 عاما في وحدة بعيدا عن أي أحد خصوصا عندما توفى زوجها فنعته باخر قصيدة لها أنا وحيدة.
ولم يتوقف الأمر كذلك فقد ماتت بالفعل فجلة بسبب هبوط حاد في الدوة الدموية ودفنت في القاهرة وليس في بلدها بغداد وهكذا انتهت حياة نازك بعد أن أخذت معها الكثير من أسرار الموتى الذين حضرت أرواحهم.