رحل الفنان الكبير حسن يوسف بعد حياة حافلة بالفن والأحداث، مر خلالها بمراحل مختلفة ومواقف عديدة، فمن مرحلة الولد الشقى والفتى الأول التي أبدع فيها في شبابه إلى مرحلة الإبداع في أدوار الرجل الناضج والإمام العالم والقاضى العادل، بعدما تجاوز مرحلة الشباب، وعلى المستوى الشخصى مر أيضا ً الفنان الكبير بمراحل مختلفة، فمن مشاركة زوجته الفنانة شمس البارودى عدداً من الأفلام حتى أصبحا أحد دويتوهات السينما، إلى مرحلة اعتزال زوجته وتوقفه لفترة وعودته من جديد ليؤدى نوعاً آخر من الأدوار.
3 أولاد وبنت وحيدة تعتبر تلك الثروة التي صنعها الفنان الراحل حسن يوسف مع زوجته شمس البارودي على مدار علاقة زواج استمرت أكثر من نصف قرن، قبل أن يغيبه الموت عن عالمنا خلال الساعات الماضية عن عمر ناهز 90 عاما، في الوقت الذي يعرف فيه الجمهور أبناء حسن يوسف الذكور عمر الذي قدم أكثر من عمل فني، وآخر العنقود عبدالله الذي رحل عن عالمنا العام الماضي، ومحمود الابن الثالث، لا يعرف الكثير معلومات عن الابنة الكبرى لـ حسن يوسف وشمس البارودي.
ناريمان حسن يوسف أو «ناني» كما كان يحب والدها أن يناديها، وبالرغم من انتمائها لعائلة فنية للغاية إلا أنها لا تحب الأضواء على الإطلاق، لكنها سجلت ظهورا نادرا في مع والدها الفنان حسن يوسف خلال ندوات تكريمه كان آخرها ندوة تكريمه في قصر السينما في شهر يونيو 2023، وذلك قبل أسابيع قليلة من رحيل نجله عبدالله.
وارتسمت ملامح الخجل على وجه ناريمان حسن يوسف عندما ناداها والدها خلال الندوة ليقدمها للجمهور، قائلا: «ناني بنتي متجوزة ومقيمة في لندن لكنها لا تحب الأضواء على الإطلاق»، وقبل سنوات من هذا اللقاء سارت برفقته على السجادة الحمراء لإحدى المناسبات الفنية، وعندما سأله المصورين عن هوية الفتاة الجميلة أجاب مازحا: «دي بنتي ناريمان.. بدل ما تقولوا أني متجوز على شمس البارودي».
وتعيش ناريمان حسن يوسف وتعمل في المملكة المتحدة من فترة طويلة منذ الانتهاء من دراستها لأكثر من 15 عاما، وتعمل ناريمان العديد من المجالات من بينهم النشر والثقافة والترجمة، بينما تعود إلى مصر بشكل منتظم من أجل زيارة والدها ووالدتها وأشقائها، كما تفضل قضاء إجازتها في المدن المصرية على ساحل البحر الأحمر.
تخرجت في الجامعة الأمريكية في القاهرة عام 1999، وفي عام 2005 حصلت على درجة الماجستير في الأدب من كلية بيركبيك جامعة لندن، كما حصلت على درجة الماجستير في دراسات الترجمة من جامعة إدنبرة في 2008، وأصبحت مترجمة صاحبة خبرة في الأدب المقارن والكتابة الأكاديمية والفنون والإدارة الثقافية وتكنولوجيا المعلومات، حيث تجيد الترجمة باللغة العربية والإنجليزية والألمانية، بجانب الترجمة لقطاعي الفنون والتراث في المملكة المتحدة، وتدير حاليًا فريق ترجمة صغيرًا في المكتبة البريطانية.