ربما شاهدتها في فيلم عربي قديم، لكنك بالتأكيد لا تعرف اسمها، فهي واحدة من نجمات الظل بالسينما المصرية، هي الممثلة فيوليت صيداوي.
ولدت فيوليت في لبنان عام 1890، وقررت في ثلاثينات القرن العشرين، الانتقال إلى القاهرة عاصمة الفن في العالم العربي بحثا عن عالم الشهرة، ومع وصولها إلى مصر التحقت بإحدى الفرق الفنية بشارع عماد الدين، وعملت مغنية باللهجة الشامية، حيث كانت تتقن التمثيل والغناء، وظلت على هذه الحالة فترة، حتى شاهدها كشاف المواهب نجيب الريحاني فضمها إلى فرقته المسرحية.
وشاركت الريحاني في أفلامه السينمائية، فيلمها الأول (صاحب السعادة كشكش بيه /1931) من إخراج توليو كاريني وتمثيل نجيب الريحاني، لكن أشهر أدوارها، دور عبلة في فيلم «سي عمر» من إنتاج عام 1941 وإخراج نيازي مصطفى وتمثيل نجيب الريحاني، وفي أحد مشاهد الفيلم إمرأة تـُـدعى عبلة تتحدث باللهجة اللبنانية أنها زوجة الألفي (نجيب الريحاني)، وهي تقول: والله ما بدشرك”.
تزوجت فيوليت بأحد العاملين بمسرح الريحاني، وظلت معه وانجبت منه ابن، وافتتح الزوجان مكتبا خاصا للريجسير (وهي مهنة اندثرت حاليا، وهو الشخص المسئول عن توفير المجاميع والكومبارس، وتبليغ الفنانين بمواعيد التصوير، ويتقاضى صاحبها أجرا من المنتج، وعمولة من الممثل)، فحصلا على أموال كثيرة من هذا العمل، وحولتها فيوليت لمشاريع أخرى.
وضعت فيوليت كل ثروتها تحت تصرف ابنها، دللته، وجعلته المتحكم في كل شيء، خاصة بعد وفاة زوجها، وأدخلته الجامعة، وهناك تعرف على فتاة مصرية، أحبها، وقرر الزواج منها، فوافقت الأم، وتم الزواج، وعاش الثلاثي في سعا.. انتظر لم يكن هناك سعادة، أصيبت فيوليت بمرض السل المعدي.
وفاة فيوليت صيداوي
وزادت الحالة سواءا بسبب اهمال الابن لوالدته بتحريض من الزوجة، وبناءا على طلب الزوجة قرر الابن طرد الأم، فأوهمها بأنه سيذهب بها لمستشفى خاص، لكنه قرر رميها في الشارع، حيث ألقى بها في منطقة نائية، وتركها لتنزف دمًا، لتتوفى في غضون ساعات في 1 فبراير 1960.
تم فتح تحقيق في الموضوع، وأدين الابن، وعوقب بالسجن 20 عاما، والغريب إنه ترك زوجته حامل في ابن له، قضى مدته، وخرج من السجن يبحث عن الزوجة والابن، فلم يجد أحد، باعت الزوجة المنزل، وانتقلت لمكان آخر، وظل يبحث عنها، حتى وجدها، ودب الخلاف بينهما، بسبب رفضها له، ولم يكن الابن يعرفه، فضربه وسال الدم من فمه، بحسب ما نشرته الصحافة الفنية وقتها.
وكان آخر أعمالها دور صاحبة المشغل في فيلم طريق السعادة من إنتاج سنة 1953 من إخراج سيد زيادة وتمثيل ماجدة وكمال الشناوي وفريد شوقي وشكري سرحان، وظلت بعيدة عن الساحة الفنية لمدة 7 سنوات بسبب المرض.