هزيمة ريال مدريد القاسية 3-0 أمام أرسنال في ذهاب ربع نهائي دوري أبطال أوروبا لم تكن مجرد خسارة رياضية، بل صدمة كشفت عن تصدعات في أداء الفريق واختيارات كارلو أنشيلوتي.
وسط موجة الإحباط التي اجتاحت الجماهير، خرج أسطورة النادي خوسيه ماريا غوتي بتصريحات نارية، موجهًا سهام نقده إلى المدرب الإيطالي بسبب إبقائه على فينيسيوس جونيور رغم أدائه الكارثي.
تصريحات غوتي أثارت زوبعة من الجدل، فما الذي قاله بالضبط؟
وهل يستطيع أنشيلوتي استعادة التوازن قبل مباراة الإياب؟
دعونا نغوص في التفاصيل.
هزيمة تاريخية تكشف الثغرات
على ملعب الإمارات، بدا ريال مدريد كظل لفريق اعتاد على الهيمنة الأوروبية.
الفريق انهار تكتيكيًا ونفسيًا، خاصة في الشوط الثاني، حيث تفوق أرسنال بشكل واضح.
الأداء الجماعي كان باهتًا، لكن فينيسيوس جونيور كان الأكثر إحباطًا.
النجم البرازيلي بدا خارج نطاق الخدمة، حيث فشل في إكمال المراوغات، أضاع فرصًا سهلة، ولم يقدم الدعم الدفاعي المطلوب.
رغم ذلك، اختار أنشيلوتي إبقاءه على أرض الملعب حتى النهاية، وهو القرار الذي أشعل غضب غوتي والجماهير.
غوتي يفتح النار: “أنشيلوتي يخاف من فينيسيوس”
لم يهدأ غوتي، أحد أبرز نجوم ريال مدريد في الماضي، بعد المباراة، حيث أطلق تصريحات حادة في برنامج “El Chiringuito”.
وجه غوتي انتقادات لاذعة لأنشيلوتي، متهمًا إياه بعدم الجرأة في اتخاذ قرارات حاسمة.
قال غوتي: “لا أفهم لماذا لم يُخرج فينيسيوس.
كان واضحًا أنه خارج المباراة تمامًا، لكنه بقي حتى النهاية.
هل أنشيلوتي يخاف منه؟
المدرب يجب أن يضع مصلحة الفريق فوق أي لاعب، مهما كانت مكانته.”
لم يكتفِ غوتي بانتقاد إبقاء فينيسيوس، بل دعا إلى منح الثقة للاعبين آخرين مثل إندريك وأردا غولر، اللذين ظلا على مقاعد البدلاء رغم الحاجة إلى طاقة جديدة.
وأضاف: “لدينا مواهب شابة على الدكة يمكنها تغيير إيقاع المباراة، لكن أنشيلوتي يفضل الاعتماد على نفس الوجوه حتى لو كانت مخيبة.
هذا غير مقبول في نادٍ بحجم ريال مدريد.”
ردود فعل الجماهير: تأييد واسع لغوتي
تصريحات غوتي لاقت صدى واسعًا بين جماهير ريال مدريد، التي عبرت عن إحباطها من أداء فينيسيوس وتساءلت عن سبب إصرار أنشيلوتي على إبقائه.
الكثيرون رأوا أن فينيسيوس، رغم موهبته الكبيرة، كان بعيدًا عن مستواه المعتاد، وأن استبداله كان يمكن أن يمنح الفريق دفعة معنوية.
تعليقات على وسائل التواصل الاجتماعي أشارت إلى أن غوتي عبّر عن نبض الجماهير، خاصة مع وجود بدلاء مثل إندريك، الذي أظهر ومضات واعدة، وغولر، الذي يُنتظر منه الكثير.
أنشيلوتي تحت الضغط: هل فقد السيطرة؟
انتقادات غوتي لم تتوقف عند فينيسيوس، بل امتدت إلى إدارة أنشيلوتي لغرفة الملابس.
غوتي طالب فلورنتينو بيريز بالتدخل لضمان أن يستعيد المدرب السيطرة الكاملة على الفريق، مشددًا على أن أي لاعب يجب ألا يكون فوق مصلحة النادي.
هذا النقد يضع أنشيلوتي في موقف حرج، خاصة بعد سلسلة نتائج مخيبة هذا الموسم، بما في ذلك خمس هزائم في دوري الأبطال و11 خسارة إجمالية.
المدرب الإيطالي، الذي كان يحظى بدعم قوي، يواجه الآن تساؤلات حول قدرته على إدارة فريق مليء بالنجوم مثل فينيسيوس، مبابي، وبيلينجهام.
فينيسيوس: نجم تحت المجهر
فينيسيوس جونيور، الذي كان أحد أفضل لاعبي ريال مدريد في المواسم الأخيرة، يمر بفترة صعبة هذا الموسم.
أداؤه أمام أرسنال لم يكن استثناءً، حيث سبق أن أهدر فرصًا حاسمة، بما في ذلك ركلة جزاء ضد فالنسيا، مما أدى إلى خسارة أخرى.
هذا التراجع أثار نقاشات حول ما إذا كان الضغط المتزايد وتوقعات الجماهير يؤثران على ثقته.
لكن قرار أنشيلوتي بإبقائه رغم الأداء السيئ أثار استغراب الجميع، خاصة مع وجود خيارات هجومية أخرى على الدكة.
مباراة الإياب: فرصة أخيرة للتعويض
رغم الهزيمة القاسية، لا يزال أمام ريال مدريد فرصة لقلب الطاولة في مباراة الإياب على ملعب سانتياجو برنابيو.
لكن هذا التحدي يتطلب تغييرات جذرية في الأداء والتكتيك.
أنشيلوتي مطالب بإيجاد حلول لمعالجة الهشاشة الدفاعية وتحسين الفعالية الهجومية.
قراراته بشأن فينيسيوس ستكون تحت المجهر: هل سيمنحه فرصة أخرى للتعويض، أم سيعتمد على لاعبين آخرين لإنقاذ الموسم؟
تصريحات غوتي قد تكون بمثابة دعوة لأنشيلوتي لإظهار شجاعة أكبر في إدارة الفريق.
تداعيات على المستقبل
هجوم غوتي ليس مجرد نقد عابر، بل رسالة إلى إدارة النادي والجماهير بأن التغيير ضروري.
إذا فشل ريال مدريد في مباراة الإياب، فقد يتصاعد الضغط على أنشيلوتي، وربما يُعاد فتح النقاش حول مستقبله.
بالنسبة لفينيسيوس، فإن هذه الفترة قد تكون نقطة تحول، إما لاستعادة تألقه أو مواجهة انتقادات أكثر حدة.
كما أن دعوة غوتي لمنح فرص للاعبين الشباب قد تدفع بيريز لإعادة تقييم استراتيجية الفريق في سوق الانتقالات.
خاتمة
تصريحات غوتي النارية بعد هزيمة ريال مدريد أمام أرسنال كشفت عن إحباط عميق داخل أوساط النادي.
هجومه على أنشيلوتي بسبب إبقاء فينيسيوس يعكس رغبة الجماهير في رؤية قرارات أكثر جرأة من المدرب.
مع اقتراب مباراة الإياب، يقف ريال مدريد على مفترق طرق: إما أن يستعيد بريقه ويثبت أنه لا يزال عملاق أوروبا، أو يواصل السقوط في دوامة النتائج المخيبة.
هل يستجيب أنشيلوتي لدعوة غوتي ويغير نهجه؟
أم يظل متمسكًا برؤيته؟
الأيام القادمة ستحمل الإجابة.