
في تطور مثير للأحداث في الكرة المصرية، قرر محمود الخطيب، رئيس النادي الأهلي، اتخاذ موقف حاسم يضع اتحاد الكرة ورابطة الأندية أمام اختبار حقيقي.
جاء ذلك بعد تعادل بيراميدز السلبي مع المصري البورسعيدي مساء الأربعاء في الدوري المصري، لكن الأنظار اتجهت بسرعة نحو قرار الأهلي المفاجئ بالانسحاب من البطولة، وهو قرار أعلن بإجماع مجلس الإدارة مساء الثلاثاء، نتيجة رفض الجهات المسؤولة الاستجابة لمطالب النادي العادلة.
لم يكن انسحاب الأهلي من مواجهة القمة أمام الزمالك مجرد رد فعل عابر، بل خطوة مدروسة تعكس إصرار الخطيب على فرض رؤية النادي.
وبحسب مصادر مطلعة، فإن الخطيب يرفض الخضوع لضغوط شخصيات كبيرة حاولت التوسط لإيجاد حل وسط، مؤكدًا أن الأهلي لن يتراجع إلا إذا تحققت مطالبه، وفي مقدمتها استقدام حكام أجانب لمباريات القمة.
هذا الرفض يعكس تمسك النادي بحقوقه في ظل ما يراه تجاهلاً متعمداً من رابطة الأندية واتحاد الكرة.
الأهلي، تحت قيادة الخطيب، يبدو عازمًا على التصعيد، حيث أشار البيان الرسمي الأخير إلى أن النادي لن يكتفي بالانسحاب من مباراة واحدة، بل قد يمتد قراره ليشمل الدوري بأكمله.
هذه الخطوة الجريئة تهدف إلى إجبار الجهات المسؤولة على إعادة النظر في سياساتها، خاصة فيما يتعلق بضمان العدالة التحكيمية.
لا يقتصر طموح الخطيب على الاحتجاج السلبي، بل يخطط لتحركات أكثر تأثيرًا. هناك حديث عن نية الأهلي اللجوء إلى المسارات القانونية والإعلامية لفضح ما يراه النادي “تجاوزات” من الرابطة والاتحاد.
وفي خطوة قد تكون الأكثر خطورة، يسعى الخطيب لدعوة أندية أخرى للتضامن مع موقف الأهلي، وحثها على الانسحاب من الدوري إذا لم تلبَ مطالبه.
إذا نجحت هذه الاستراتيجية، فقد تشهد البطولة تعطيلاً كاملاً، مما يضع الجميع أمام أزمة غير مسبوقة.
الخطيب يدرك أن إلغاء الدوري قد يكون السلاح الأقوى في يده، وهو يستعد لاستخدامه كورقة ضغط لضمان تحقيق العدالة ليس فقط للأهلي، بل لجميع الأندية التي تشارك في المسابقة.
هذا النهج يعكس رؤية الخطيب في أن الحل لا يكمن في التسويات الجزئية، بل في إصلاح جذري للنظام الحالي.
في محاولة لاحتواء الأزمة، تدخلت شخصيات رياضية وإعلامية بارزة للوساطة بين الأهلي والاتحاد والرابطة، لكن الخطيب أكد أن القرار نهائي وغير قابل للنقاش إلا بوجود ضمانات ملموسة.
النادي يرى أن العدالة بين الأندية غائبة، وأن هناك تمييزًا واضحًا في التعامل، وهو ما يرفض الخطيب التهاون بشأنه.
هذا التصلب أثار قلق الجهات المسؤولة، التي قد تجد نفسها أمام خيارات محدودة إذا استمر التصعيد.
في الوقت نفسه، تقدم نادي بيراميدز بشكوى رسمية إلى الجهات القضائية والمجلس الأعلى للإعلام، ردًا على تصريحات إعلامية أطلقها إيهاب الكومي، عضو مجلس إدارة اتحاد الكرة السابق.
الكومي اتهم الرابطة بمجاملة بيراميدز في ترتيب المباريات لضمان تتويجه بالدوري، مشيرًا إلى أن جدول المباريات يظهر تفاوتًا غير مبرر بين مجموعتي التتويج والهبوط، رغم الاعتماد المزعوم على الذكاء الاصطناعي في القرعة.
إذا استمر الخطيب في خطته، فقد يواجه الدوري المصري خطر الإلغاء، خاصة إذا انضمت أندية أخرى إلى موقف الأهلي.
هذا السيناريو سيضع اتحاد الكرة والرابطة في موقف حرج، وربما يدفع الخطيب للتصعيد دوليًا عبر الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) إذا لزم الأمر.
الخطيب يراهن على أن هذه الخطوة ستجبر الجميع على الاعتراف بحقوق الأهلي وإعادة تقييم النظام التحكيمي والتنظيمي للمسابقة.