في تطور مثير يُنذر بأزمة محتملة، عاد اسم لامين يامال، النجم الصاعد في سماء برشلونة، ليتصدر عناوين الأخبار بعد كشف وكيل أعماله الشهير خورخي مينديز عن عرض مالي ضخم من السعودية.
هذا العرض، الذي وُصف بأنه “لا يُمكن رفضه”، وضع النادي الكتالوني في موقف حرج، بين الحفاظ على أحد أكبر مواهبه الشابة والإغراء المادي الذي يُغري أي نادٍ في العالم.
فهل ينجح برشلونة في الاحتفاظ بجوهرته، أم تُغير الأموال السعودية مسار اللاعب الواعد؟
ولم يتجاوز لامين يامال السابعة عشرة من عمره بعد، لكنه أصبح حديث الساعة في عالم كرة القدم بفضل تألقه اللافت مع برشلونة هذا الموسم.
بمهاراته الفنية الرائعة، سرعته المذهلة، وقدرته على حسم المباريات، استطاع الشاب الإسباني أن يفرض نفسه كأحد أبرز المواهب في أوروبا.
هذا الأداء جعله هدفًا للعديد من الأندية الكبرى، لكن العرض السعودي الذي نقله مينديز يُشكل تحديًا جديدًا بقوته المالية الهائلة، التي تتجاوز بكثير ما يُمكن لأغلب الأندية الأوروبية تقديمه.
ورغم ذلك، يبدو موقف يامال ثابتًا حتى الآن. اللاعب، الذي نشأ في أكاديمية “لا ماسيا”، يحلم بترك بصمة تاريخية مع برشلونة على غرار أساطير النادي مثل ليونيل ميسي وأندريس إنييستا.
محيطه، بما في ذلك عائلته ومستشاروه، أكدوا أن فكرة الرحيل عن أوروبا في هذه المرحلة المبكرة من مسيرته غير واردة، خاصة إلى دوري لا يزال، رغم تطوره، أقل تنافسية مقارنة بالبطولات الأوروبية الكبرى.
الاهتمام السعودي بلامين يامال ليس مفاجئًا، فالأندية السعودية باتت تتبنى استراتيجية طموحة لجذب أبرز المواهب العالمية، سواء من النجوم المخضرمين أو الشباب الواعدين.
هذا العرض يعكس رغبة المملكة في تعزيز مكانتها كوجهة كروية عالمية، مستفيدة من قوتها المالية لتقديم عقود تُصعب على أي لاعب أو نادٍ رفضها.
لكن بالنسبة ليامال، التحدي لا يكمن فقط في المال، بل في اختيار مسار يضمن تطوره الرياضي على المدى الطويل، وهو ما يجعل برشلونة الخيار الأقرب إلى قلبه حتى الآن.
إدارة برشلونة، التي تُدرك جيدًا قيمة يامال كأحد أعمدة المستقبل، لم تقف مكتوفة الأيدي أمام هذا التهديد. النادي يُخطط لتحصين اللاعب بعقد جديد طويل الأمد فور بلوغه سن الثامنة عشرة في صيف 2025، حيث ينتهي عقده الحالي في 2026.
الهدف هو تمديد التعاقد حتى 2030، مع إدراج شرط جزائي ضخم قد يصل إلى مليار يورو، مما يجعله من أغلى اللاعبين في العالم ويُعيق أي محاولات لخطفه.
خوان لابورتا، رئيس النادي، وديكو، المدير الرياضي، أكدا في أكثر من مناسبة أن يامال ليس مجرد لاعب، بل رمز لمشروع برشلونة الجديد الذي يعتمد على المواهب الشابة.
خورخي مينديز، الوكيل البرتغالي المعروف بتأثيره الكبير في سوق الانتقالات، لم يكتفِ بنقل العرض السعودي إلى برشلونة، بل وجه تحذيرًا مباشرًا إلى لابورتا.
وفقًا لتقارير صحيفة “إل ناسيونال”، أشار مينديز إلى أن الأندية السعودية لن تتردد في تقديم عروض “لا تُصدق”، مستندة إلى نجاحها السابق في جذب أسماء مثل كريستيانو رونالدو ونيمار.
لكنه أكد أيضًا احترامه لرغبة يامال في البقاء، مما يُظهر أن القرار النهائي قد يبقى بيد اللاعب نفسه. هذا التحذير يضع النادي الكتالوني تحت ضغط إضافي لتسريع خطواتها في تأمين نجمها الشاب.