
في واحدة من أكثر مباريات القمة إثارة للجدل في تاريخ الدوري المصري الممتاز، حسم نادي الزمالك فوزه على غريمه التقليدي الأهلي بنتيجة 3-0، لكن هذا الفوز لم يأتِ عبر الأداء على أرض الملعب، بل بقرار إداري بعد انسحاب الأهلي من المباراة احتجاجًا على طاقم التحكيم.
الحدث الذي شهدته الساحة الرياضية المصرية أشعل موجة من الجدل، بين تمسك الزمالك بخوض المباراة في موعدها، وإصرار الأهلي على شرط إسناد اللقاء لطاقم تحكيم أجنبي، ليترك الجميع في انتظار ما ستؤول إليه هذه الأزمة.
وكانت الجماهير على موعد مع مباراة نارية تجمع بين قطبي الكرة المصرية، الأهلي والزمالك، ضمن منافسات المرحلة النهائية لبطولة “دوري نايل” لموسم 2024/2025.
لكن بدلاً من صافرة البداية، تحولت الأنظار إلى قرارات إدارية وتصريحات متضاربة.
وبعد 20 دقيقة من الانتظار دون حضور الأهلي إلى أرض ملعب “ستاد القاهرة الدولي”، أعلن الحكم محمود بسيوني نهاية اللقاء، معلنًا فوز الزمالك بثلاثية نظيفة وفقًا للائحة الدوري المصري التي تمنح الفريق الحاضر الفوز في حال غياب المنافس.
وتصاعدت الأزمة قبل انطلاق المباراة، حيث أعلن الأهلي رفضه خوض اللقاء ما لم يتم تعيين طاقم تحكيم أجنبي، معتبرًا أن ذلك شرط أساسي لضمان الحيادية.
وقرر مجلس إدارة النادي، برئاسة محمود الخطيب، الانسحاب من المباراة بل ومن البطولة بأكملها إذا لم تُنفذ مطالبهم. في المقابل، أصدر الزمالك بيانًا رسميًا أكد فيه التزامه بخوض المباراة في موعدها المحدد، رافضًا أي تأجيل أو تغيير في الخطة.
وشهدت الساعات التي سبقت اللقاء تداول أنباء عن محاولات لاستقدام طاقم تحكيم سعودي لإدارة المباراة، لكن المفاجأة كانت في توقيت وصولهم المفترض عند الساعة 11:45 مساءً، أي بعد انتهاء الموعد الرسمي للمباراة.
وفي تعليق ساخر من مصدر داخل الزمالك، قال: “نحن الآن في الملعب، هل سنلعب القمة مرتين، اليوم وغدًا؟”، في إشارة إلى رفض النادي أي حلول ترقيعية.
وفي خطوة لفتت الأنظار، توجه لاعبو الفريق الأول للأهلي إلى فرع النادي بمدينة نصر بدلاً من “ستاد القاهرة”، في قرار أكد أن النادي لن يشارك إلا إذا تم الاستجابة لمطلبه بطاقم تحكيم أجنبي.
وأوضح مصدر داخل الأهلي أن اختيار مدينة نصر جاء لقربها من الاستاد، كخطة احتياطية حال تغير موقف اتحاد الكرة في اللحظات الأخيرة.
وأضاف: “الفريق جاهز للتوجه إلى الملعب فور تلقي إخطار بتعيين حكام أجانب، لكن حتى الآن القرار هو الانسحاب.”
واحتفل جمهور الزمالك بالفوز “الورقي”، رغم أن المباراة لم تلعب فعليًا، معتبرين أن التزامهم بالحضور منح فريقهم النقاط الثلاث.
في المقابل، أبدى جمهور الأهلي استياءه من إدارة النادي واتحاد الكرة على حد سواء، مشيرين إلى أن الانسحاب قد يضر بموقف الفريق في المنافسة على اللقب.