وسط أجواء مشحونة داخل جدران برشلونة، أشعل النجم الشاب بيدري فتيل أزمة جديدة بتصريحات نارية هزت غرفة الملابس الكتالونية، متحديًا قرار المدرب الألماني هانز فليك الذي بدا وكأنه يمهد لرحيل الحارس الإسباني إيناكي بينيا في الميركاتو المقبل.
القرار المثير للجدل، الذي يعتمد فيه فليك على الحارس البولندي فويتشيك تشيزني كخيار أول، أثار استياءً واسعًا، ليس فقط لدى بينيا، بل أيضًا بين زملائه، وعلى رأسهم بيدري. فما الذي يحدث داخل الفريق؟ وكيف قد يؤثر هذا التوتر على مستقبل النادي؟
منذ توليه تدريب برشلونة في صيف 2024، بدا هانز فليك عازمًا على فرض رؤيته على الفريق، لكن اختياراته الأخيرة أثارت تساؤلات كبيرة.
مع عودة فويتشيك تشيزني، الحارس المخضرم الذي انضم للفريق بعد اعتزال مارك أندريه تير شتيغن لفترة مؤقتة بسبب الإصابة، قرر فليك الاعتماد عليه كحارس أساسي في المباريات الأخيرة، تاركًا إيناكي بينيا على مقاعد البدلاء.
بينيا، البالغ من العمر 25 عامًا، كان يُنظر إليه كمستقبل حراسة المرمى في برشلونة، خاصة بعد تألقه في فترات سابقة عندما اضطر لتعويض غياب تير شتيغن. لكن قرار فليك بإقصائه أثار شعورًا بالإحباط لدى اللاعب، الذي بدأ يفكر جديًا في البحث عن فرصة جديدة خارج النادي الكتالوني في صيف 2025.
لم يكن إيناكي بينيا وحيدًا في استيائه، فقد خرج بيدري، أحد أبرز نجوم الفريق، ليعبر عن غضبه وحزنه من الوضع. ونقل موقع “فوتبول إسبانيا” تصريحات نارية لبيدري، قال فيها: “أشعر بالحزن الشديد لما يحدث مع بينيا، ولا أستطيع أن أفهم كيف يتم التعامل معه بهذه الطريقة”.
هذه الكلمات لم تكن مجرد تعليق عابر، بل انعكاس لتوتر متصاعد داخل غرفة الملابس، حيث يرى بيدري أن قرار فليك يفتقر إلى العدالة.
بيدري، المعروف بصراحته ودوره القيادي رغم صغر سنه، أظهر تضامنًا واضحًا مع زميله، مما يشير إلى وجود انقسام محتمل بين اللاعبين والمدرب. هذا التصريح أضاف بُعدًا جديدًا للأزمة، حيث أصبحت قرارات فليك محط نقاش بين اللاعبين أنفسهم، وليس فقط بين الجماهير والنقاد.
يبدو أن قرار فليك يعود إلى رؤيته الفنية التي تعتمد على الخبرة في المباريات الحاسمة. تشيزني، بمسيرته الطويلة في أندية مثل يوفنتوس وأرسنال، يمتلك حضورًا قويًا وثباتًا تحت الضغط، وهو ما قد يفضله فليك في ظل المنافسة الشرسة في الدوري الإسباني ودوري الأبطال. لكن هذا الخيار جاء على حساب بينيا، الذي لم يحصل على فرص كافية لإثبات نفسه هذا الموسم.
وفقًا لتقارير محلية، فإن فليك لا يرى في بينيا الجاهزية الكافية لتحمل مسؤولية حراسة مرمى برشلونة في الوقت الحالي، لكن هذا التقييم لم يقنع الجميع داخل الفريق، خاصة مع الأداء اللافت الذي قدمه بينيا في فترات سابقة، مما يجعل قراره مثيرًا للجدل.
ومع تصاعد التوتر، بدأت الشائعات حول رحيل إيناكي بينيا تأخذ منحى جديًا. مصادر مقربة من النادي تشير إلى أن الحارس الشاب قد يطلب الانتقال في الميركاتو الصيفي المقبل إذا استمر تهميشه. أندية متوسطة المستوى في الدوري الإسباني، مثل ريال بيتيس وفالنسيا، بالإضافة إلى فرق أوروبية أخرى، قد تكون وجهات محتملة لبينيا الذي يبحث عن فرصة للعب بانتظام.
هذا الوضع قد يشكل ضربة لبرشلونة، الذي يعاني أصلاً من أزمات مالية ويحتاج إلى استقرار داخلي. رحيل بينيا لن يؤثر فقط على عمق الفريق، بل قد يعزز الانطباع بأن فليك يفقد ثقة بعض اللاعبين، مما يضع المدرب تحت ضغط إضافي في موسمه الأول.