
يستعد برشلونة لخوض مواجهة حاسمة أمام ريال سوسيداد ضمن منافسات الجولة 26 من الليغا، حيث يتصدر الفريق الكتالوني جدول الترتيب برصيد 54 نقطة، متفوقًا على ريال مدريد بفارق الأهداف.
لكن في ظل هذا الصراع المحتدم على الصدارة، تتسلط الأضواء على أزمة داخلية قد تهز أروقة النادي، حيث يفكر أحد نجوم خط الوسط الشباب في مغادرة الفريق بنهاية الموسم. بابلو توري، الذي كان يُنظر إليه كموهبة واعدة، تحول إلى “ضحية” جديدة لسياسات المدرب هانسي فليك، مما يدفع الجماهير للتساؤل: هل سيجد اللاعب مستقبله بعيدًا عن كامب نو؟
بداية واعدة تحولت إلى تجاهل مستمر
بابلو توري، البالغ من العمر 21 عامًا، بدأ الموسم بقوة مع برشلونة، حيث استطاع تسجيل 3 أهداف وتقديم تمريرتين حاسمتين في الفرص القليلة التي حصل عليها. هذه الأرقام جعلت الجماهير تتوقع أن يكون له دور بارز في خطط فليك، خاصة مع حاجة الفريق إلى دماء شابة في خط الوسط. لكن هذه الآمال سرعان ما تبددت، إذ بدأ دوره يتقلص بشكل ملحوظ حتى أصبح خارج حسابات المدرب الألماني تمامًا.
آخر ظهور لتوري كان في مباراة أمام فالنسيا يوم 26 يناير، حيث شارك لمدة 12 دقيقة فقط. منذ ذلك الحين، بقي اللاعب الشاب حبيس مقاعد البدلاء في 7 مباريات متتالية، بل ولم يتم استدعاؤه لمواجهة أتلتيكو مدريد الأخيرة في كأس الملك. هذا التجاهل المستمر أثار استياء اللاعب، الذي يرى أن موهبته تُهدر في وقت يحتاج فيه إلى دقائق لعب حقيقية لتطوير مسيرته.
منافسة شرسة وفرص شبه معدومة
لا يمكن إنكار أن خط وسط برشلونة يعج بالمواهب، مع وجود أسماء بارزة مثل بيدري، جافي، وفرينكي دي يونج، إضافة إلى بروز لاعبين مثل فيرمين لوبيز. هذه المنافسة الشرسة جعلت من الصعب على توري فرض نفسه كخيار أساسي في تشكيلة فليك. ومع ذلك، فإن التجاهل التام من المدرب يثير تساؤلات حول أسباب هذا الاستبعاد، خاصة أن اللاعب أظهر إمكانيات واعدة عندما أُتيحت له الفرصة.
تقارير صحفية أشارت إلى أن توري أصبح اللاعب الأقل حصولًا على دقائق لعب في الفريق بعد أنسو فاتي، الذي يعاني هو الآخر من إصابات متكررة وغياب عن التشكيلة الأساسية. هذا الوضع المحبط دفع توري لإعادة التفكير في مستقبله، حيث يرى أن بقاءه في برشلونة قد يعني موسمًا آخر ضائعًا في مسيرته التي لا تزال في بداياتها.
قرار الرحيل: خطوة حتمية؟
وفقًا للصحفي خافي ميجيل، فإن بابلو توري يدرس بجدية مغادرة برشلونة في فترة الانتقالات الصيفية المقبلة. اللاعب الشاب، الذي لا يزال في مقتبل مسيرته، لا يرغب في قضاء سنواته الأولى كمحترف على مقاعد البدلاء، خاصة أنه بحاجة إلى اللعب بانتظام لتطوير مهاراته واكتساب الخبرة. هذا القرار، إن تم تنفيذه، قد يكون بمثابة ضربة لسياسات فليك في إدارة المواهب الشابة داخل الفريق.
تقارير أخرى أشارت إلى أن هناك اهتمامًا من أندية متوسطة في الليغا وخارجها بضم توري، سواء على سبيل الإعارة أو بصفقة انتقال دائمة. هذه الخطوة قد تكون الحل الأمثل للاعب الذي يحتاج إلى بيئة جديدة تمنحه الثقة والفرصة لإثبات نفسه بعيدًا عن ضغوط كامب نو.
تحديات فليك في إدارة المواهب
هذه الأزمة تسلط الضوء على تحديات هانسي فليك في إدارة الفريق الكتالوني، خاصة فيما يتعلق بمنح الفرص للاعبين الشباب. بينما يُحسب لفليك نجاحه في قيادة برشلونة لصدارة الليغا حتى الآن، فإن تجاهل مواهب مثل توري قد يثير انتقادات حول استراتيجيته في بناء فريق متوازن بين الخبرة والشباب. السؤال الآن هو: هل سيتمكن فليك من إعادة توري إلى الواجهة، أم أن اللاعب سيكون أولى “ضحاياه” الكبرى في برشلونة؟