
تتصاعد الأحداث في الكرة المصرية مع اقتراب إعلان رابطة الأندية عن العقوبات المرتقبة ضد النادي الأهلي بعد انسحابه من مباراة القمة أمام الزمالك، في حدث أثار جدلاً واسعاً.
الفريق الأحمر، الذي رفض خوض اللقاء احتجاجاً على تعيين حكام مصريين، يواجه الآن شبح غرامة مالية ضخمة، إلى جانب تطورات غير متوقعة قد تخفف العبء عنه، لكن صدمة جديدة تنتظره مع إعلان حكام مباراته أمام الهلال السوداني.
فما القصة الكاملة؟
أزمة القمة: انسحاب تاريخي وتداعيات فورية
شهدت الجولة الأولى من مرحلة التتويج بالدوري المصري الممتاز حدثاً غير مسبوق، حيث انسحب الأهلي رسمياً من مواجهة الزمالك المقررة يوم الثلاثاء الماضي على ستاد القاهرة الدولي.
السبب؟ رفض إدارة “الشياطين الحمر” إقامة المباراة بطاقم تحكيم محلي، متمسكة بمطلبها باستقدام حكام أجانب لضمان الحيادية.
وبعد غياب الأهلي عن الملعب، انتظر الحكم محمود بسيوني 20 دقيقة قبل أن يطلق صافرة النهاية، معلناً إلغاء اللقاء وإحالة الأمر إلى رابطة الأندية لاتخاذ القرار النهائي.
اليوم السبت، 15 مارس 2025، يترقب الجميع قرار الرابطة الذي سيكشف مصير الأهلي.
ووفقاً للوائح، يواجه الفريق عقوبات صارمة تشمل اعتبار الزمالك فائزاً بنتيجة 3-0، مع خصم 3 نقاط إضافية من رصيد الأهلي بنهاية الموسم، مما يعني خسارة محتملة لـ6 نقاط إجمالاً.
ضربة مالية موجعة: 180 مليون جنيه على المحك
كشفت مصادر مطلعة عن حجم الخسائر المالية التي قد تلحق بالأهلي جراء هذا الانسحاب.
وأوضحت المصادر أن الغرامة قد تصل إلى نحو 180 مليون جنيه مصري، وهي قيمة تعكس الخسائر الإعلانية والتنظيمية الناتجة عن إلغاء المباراة.
وأشارت إلى أن هذا الرقم يتجاوز الغرامة التي فُرضت على الزمالك العام الماضي (87 مليون جنيه) بسبب انسحابه من مواجهة الأهلي، نظراً لتوقيت المباراة الأخيرة في شهر رمضان، مما يعني تضاعف الأضرار التسويقية.
“الفرق في الرقم يعود إلى أن المباراة كانت في رمضان، حيث تكون الحصيلة الإعلانية أعلى، وهذا الضرر سيتحامله الأهلي بالكامل”، يقول المصدر.
هذه الغرامة، إذا تم تطبيقها، ستشكل ضربة مالية قوية للنادي، خاصة مع المنافسة الشرسة في الدوري، حيث يحتل بيراميدز الصدارة بـ43 نقطة، يليه الأهلي بـ39 نقطة (قبل خصم النقاط)، ثم الزمالك بـ35 نقطة.
مفاجأة: الأهلي يقبل بحل وسط
في تطور لافت، ألمحت تسريبات إلى أن رابطة الأندية قد تتجه لتخفيف العقوبة على الأهلي، بالاكتفاء بخصم 3 نقاط فقط بدلاً من 6، مع إلغاء العقوبة الإضافية بنهاية الموسم.
مصدر داخل الأهلي أكد أن الإدارة مستعدة لقبول هذا “الحل الوسط”، معتبرة أن خصم 3 نقاط هو العقوبة المنطقية للانسحاب، بينما ترفض بشدة خسارة 6 نقاط كاملة.
“نحن نرى أن موقفنا لم يكن خاطئاً، لكننا لم نتلقَ تأكيداً رسمياً بعد من الرابطة أو اتحاد الكرة بهذا الشأن”، أضاف المصدر.
هذا التوجه يعكس رغبة الأهلي في احتواء الأزمة وتجنب تصعيد قد يؤدي إلى انسحاب كلي من الدوري، كما لوّحت الإدارة سابقاً، خاصة مع تمسك الزمالك بحقه في احتساب النقاط الثلاث.
صدمة جديدة: حكام مباراة الهلال تثير القلق
لم تتوقف المشاكل عند هذا الحد، فقد وجه الاتحاد الأفريقي “كاف” صدمة جديدة للأهلي بإعلان طاقم حكام مباراة الذهاب أمام الهلال السوداني في دور الـ8 من دوري أبطال أفريقيا، المقررة يوم 1 أبريل على ستاد القاهرة.
الطاقم يقوده الحكم الموريتاني دحان بيدا، بمساعدة أنغوليين ومواطنه كحكم رابع، مع حكمتين من إيستواني وزامبيا على تقنية الفيديو.
ما أثار قلق جماهير الأهلي هو مشاركة الهلال حالياً في الدوري الموريتاني بسبب توقف المنافسات في السودان، مما يثير تساؤلات حول حيادية الحكم الموريتاني.
مباراة الإياب، المقررة يوم 8 أبريل في موريتانيا، ستديرها طاقم مختلف بقيادة بيير أتشو، لكن الشكوك حول التحكيم تزيد من ضغوط الأهلي في هذا التوقيت الحرج.
بعد انسحاب الأهلي، ارتفع رصيد الزمالك إلى 38 نقطة (باحتساب نقاط المباراة)، ليتقدم على الأهلي الذي تراجع إلى 36 نقطة بعد خصم الـ3 نقاط الأولية.
بيراميدز، الذي تعادل سلبياً مع المصري، يتصدر بـ43 نقطة، مما يوسع الفارق إلى 7 نقاط قبل مواجهته المرتقبة مع الأهلي في 12 أبريل.
خسارة النقاط والغرامة المالية قد تعقدان مسيرة الأهلي في الدوري، خاصة مع التحدي الأفريقي المنتظر.