
في خطوة لم تكن في الحسبان، قرر المدرب الألماني هانسي فليك، المدير الفني لفريق برشلونة، استبعاد اثنين من لاعبيه البارزين من التشكيلة الأساسية التي ستخوض مباراة الإياب ضد بنفيكا في دور الـ16 من دوري أبطال أوروبا، والمقررة مساء اليوم 11 مارس 2025.
هذا القرار أثار جدلاً واسعاً بين عشاق النادي الكتالوني، خاصة مع اقتراب المواجهة الحاسمة التي قد تحدد مصير الفريق في البطولة الأوروبية الأهم.
فما الذي يدور في كواليس “الكامب نو”؟ وكيف ستؤثر هذه التغييرات على أداء الفريق؟
ويبدو أن فليك قد حسم اختياراته للمباراة المرتقبة، حيث سيعتمد على نفس الأسماء التي شاركت في لقاء الذهاب على ملعب “دا لوز” في لشبونة، مع تعديل طفيف فرضته الظروف. الغائب الوحيد المؤكد هو المدافع الشاب باو كوبارسي، الذي سيغيب بسبب طرده في المباراة الأولى بعد حصوله على بطاقة حمراء.
وبدلاً منه، سيتولى المدافع الأوروغوياني رونالد أراوخو قيادة خط الدفاع بجانب إينيغو مارتينيز، فيما سيكون إريك جارسيا جاهزاً كخيار احتياطي على مقاعد البدلاء.
ورغم استقرار التشكيلة، فإن غياب الإصابات أو أي مفاجآت غير متوقعة، إلى جانب إلغاء مباراة الفريق ضد أوساسونا في الدوري الإسباني هذا الأسبوع بسبب التوقف الدولي، كان من المفترض أن يمنح فليك فرصة لتجربة بعض الوجوه الجديدة أو إجراء تدوير بين اللاعبين. لكنه اختار الثبات، مما أثار استياء البعض داخل الفريق.
ووفقاً لتقارير صحيفة “إل ناسيونال” الإسبانية، فإن هذا القرار لم يمر مرور الكرام على بعض اللاعبين الذين كانوا يتطلعون لاستغلال هذه المباراة كفرصة لإثبات أنفسهم.
أبرزهم اللاعب الشاب مارك كاسادو، الذي بدأ الموسم بشكل مميز للغاية، حتى أن البعض شبهه بأسطورة النادي سيرجيو بوسكيتس، معتبرين إياه مرشحاً لخلافته في خط الوسط.
لكن مع مرور الوقت، تراجعت مكانته في التشكيلة الأساسية، حيث فضل فليك الاعتماد على خبرة فرينكي دي يونج في المباريات الكبرى، تاركاً كاسادو على الهامش.
ولكن الاسم الأكثر تأثراً بهذا القرار هو جافي، نجم خط الوسط الذي كان يُعد ركيزة أساسية في الفريق قبل تعرضه لإصابة خطيرة في الركبة أبعدته عن الملاعب لأشهر طويلة.
بعد عودته، واجه جافي صعوبة في استعادة مستواه المعهود، ويرجع ذلك جزئياً إلى قلة الدقائق التي حصل عليها لاستعادة إيقاعه.
ورغم أن فليك منحه دوراً قيادياً لفترة وجيزة، إلا أنه قرر في النهاية استبعاده من التشكيلة الأساسية لصالح الثنائي داني أولمو وبيدري جونزاليس، اللذين أصبحا العقل المدبر لخط وسط برشلونة في الوقت الحالي.
ومن الواضح أن جافي وكاسادو ليسا راضيين عن دورهما الحالي داخل الفريق، حيث اعتاد جافي على اللعب بانتظام كجزء لا يتجزأ من خطة برشلونة، بينما كان كاسادو يحلم بفرصة لتثبيت أقدامه كنجم صاعد.
هذا الإحباط بدأ يدفع الثنائي للتفكير جدياً في مستقبلهما بعيداً عن “الكامب نو”.
وتشير التقارير إلى أن كلا اللاعبين تلقى عروضاً من أندية كبرى في أوروبا، مما يعني أن فكرة الرحيل لم تعد بعيدة عن أذهانهما.
ومع اقتراب موعد المباراة ضد بنفيكا، تتجه الأنظار نحو هانسي فليك لمعرفة ما إذا كانت استراتيجيته في الاعتماد على الأسماء المخضرمة ستؤتي ثمارها، أم أن إقصاء جافي وكاسادو سيترك أثراً سلبياً على معنويات الفريق.
الجماهير تنتظر بفارغ الصبر هذه المواجهة لمعرفة ما إذا كان فليك قادراً على قيادة برشلونة لتجاوز هذا الاختبار الأوروبي الصعب، أم أن الخلافات الداخلية ستكون لها كلمة أخرى.
في النهاية، يبقى السؤال المحير: هل يستطيع برشلونة استعادة أمجاده تحت قيادة فليك، أم أن هذه القرارات ستفتح الباب أمام مرحلة جديدة من الاضطراب داخل النادي الكتالوني؟ الإجابة ستتضح على أرض الملعب الليلة.