
بعد تألق لافت في مواجهة مانشستر سيتي بدوري الأبطال، يبدو أن كارلو أنشيلوتي، مدرب ريال مدريد، قد اتخذ قرارًا حاسمًا قد يغير ملامح الفريق الملكي فيما تبقى من الموسم.
الضحية هذه المرة هو الظهير لوكاس فاسكيز، الذي قد يجد نفسه خارج التشكيلة الأساسية حتى مع تعافيه من الإصابة، لصالح فيديريكو فالفيردي الذي أثبت جدارته في مركز الظهير الأيمن. فما الذي دفع أنشيلوتي لهذا القرار؟ وكيف سيؤثر ذلك على مستقبل فاسكيز مع النادي؟
جاءت مباراة الإياب في دور الـ16 بدوري أبطال أوروبا أمام مانشستر سيتي لتكون بمثابة اختبار حاسم لريال مدريد، الذي نجح في التأهل بنتيجة 6-3 في مجموع المباراتين يوم 22 فبراير 2025.
في هذا اللقاء، لفت فيديريكو فالفيردي الأنظار بأدائه المتميز كظهير أيمن، حيث لم يكتفِ بالصلابة الدفاعية أمام هجمات السيتي الشرسة، بل ساهم أيضًا في بناء الهجمات بتمريرات دقيقة وحضور هجومي لافت.
هذا التألق دفع أنشيلوتي لإعادة تقييم خياراته، خاصة مع عودة لوكاس فاسكيز من الإصابة. وبحسب شبكة “ريليفو” الإسبانية، فإن المدرب الإيطالي يفكر جديًا في الإبقاء على فالفيردي في هذا المركز حتى نهاية الموسم، مما يعني استبعاد فاسكيز من حساباته الأساسية.
لم يكن اعتماد أنشيلوتي على فالفيردي كظهير أيمن مجرد تجربة عشوائية، بل نتيجة حاجة الفريق للاعب يجمع بين القوة البدنية والمرونة التكتيكية. النجم الأوروغوياني، المعروف بقدراته في خط الوسط، أثبت أنه يمتلك القدرة على التكيف مع متطلبات المركز الدفاعي.
تقارير “ريليفو” أشارت إلى أن أنشيلوتي أعجب بثبات فالفيردي في التصدي للخصوم، إلى جانب مساهماته الهجومية التي تضيف بُعدًا إضافيًا للفريق.
هذه الصفات جعلته خيارًا أكثر موثوقية مقارنة بفاسكيز، الذي عانى من تراجع في الأداء خلال الفترة الأخيرة، خاصة في المباريات الكبرى التي تتطلب تركيزًا عاليًا.
على الجانب الآخر، يبدو أن لوكاس فاسكيز، الذي طالما كان لاعبًا متعدد الاستخدامات في عهد أنشيلوتي، قد فقد مكانته المضمونة. الظهير الإسباني، البالغ من العمر 33 عامًا، عاد مؤخرًا من إصابة أبعدته عن الملاعب، لكنه قد يجد نفسه أمام واقع جديد.
أداؤه في الموسم الحالي لم يرتقِ للتوقعات، حيث ظهرت عليه علامات الإرهاق وعدم القدرة على مجاراة سرعة المنافسين.
مع تكرر الإصابات في مركز الظهير الأيمن، كان يُفترض أن يستعيد فاسكيز دوره كبديل لداني كارفاخال، لكن تألق فالفيردي قلب الموازين.
قرار أنشيلوتي بإعطاء الأولوية للأوروغوياني يعكس رغبته في تحقيق توازن أفضل للفريق، خاصة مع التحديات الكبيرة في الدوري الإسباني ودوري الأبطال.
قرار أنشيلوتي قد لا يقتصر على استبعاد فاسكيز من التشكيلة الأساسية حتى نهاية الموسم فحسب، بل قد يفتح الباب أمام مغادرته النادي في صيف 2025، حيث ينتهي عقده الحالي.
أندية إسبانية مثل إشبيلية وأتلتيكو مدريد قد تكون مهتمة بخدماته كلاعب مخضرم، بينما قد يبحث فاسكيز عن فرصة للعب بانتظام بعيدًا عن ظل النجوم الكبار في الريال.
في الوقت نفسه، يعزز هذا القرار ثقة أنشيلوتي في قدرة فالفيردي على شغل أكثر من مركز، مما يمنح الفريق مرونة تكتيكية في ظل الإصابات المتكررة لكارفاخال وغيابات محتملة أخرى.