يتأهب ريال مدريد لمرحلة حاسمة مع اقتراب فترة الانتقالات الصيفية، حيث يضع فلورنتينو بيريز وفريقه التنفيذي اللمسات الأخيرة على خطط الموسم المقبل.
بينما تتصدر أسماء مثل فينيسيوس جونيور وجود بيلينجهام عناوين الأخبار بسبب عروض مغرية من السعودية، يبدو أن مفاجأة كبرى تلوح في الأفق: النادي الملكي قد يودع ثاني أعلى لاعب أجرًا في صفوفه، المدافع النمساوي دافيد ألابا.
فما الذي يدفع ريال مدريد لهذا القرار؟ ومن قد يحل محله؟ دعونا نستعرض التفاصيل.
في الوقت الذي يترقب فيه عشاق ريال مدريد مصير نجوم مثل فينيسيوس ورودريغو، يبدو أن فلورنتينو بيريز يحضّر لخطوة قد تغير ملامح الفريق.
ليس بيلينجهام ولا فينيسيوس، بل دافيد ألابا، المدافع المخضرم الذي كان يُعتبر ركيزة أساسية، قد يكون على أعتاب الرحيل.
مع راتب ضخم وغياب طويل بسبب الإصابة، هل يتجه ألابا نحو نهاية مغامرته في البرنابيو؟ الإجابة قد تكون أقرب مما يتوقع الجميع.
انضم دافيد ألابا إلى ريال مدريد في صيف 2021 كصفقة انتقال حر من بايرن ميونيخ، حاملًا معه سيرة ذاتية حافلة بالألقاب، بما في ذلك دوري أبطال أوروبا مرتين. لكنه الآن يواجه وضعًا غامضًا.
ووفقًا لصحيفة “إل ناسيونال” الإسبانية، تراجعت فرص بقاء المدافع النمساوي بشكل كبير، خاصة بعد إصابة طويلة أبعدته عن الملاعب منذ ديسمبر 2023.
عودته المتعثرة وغيابه عن المباريات الحاسمة أثارا شكوكًا حول جاهزيته، مما دفع الإدارة للتفكير في خيارات أخرى.
راتب ألابا السنوي، الذي يبلغ 22.5 مليون يورو، يجعله ثاني أعلى لاعب أجرًا في الفريق بعد توني كروس.
هذا العبء المالي الكبير، إلى جانب تراجع دوره، يجعل رحيله خيارًا منطقيًا للنادي إذا تلقى عرضًا مناسبًا، خاصة من الدوري السعودي الذي يستهدف نجوم الملكي بعروض ضخمة.
مصادر داخل ريال مدريد تشير إلى أن النادي مستعد للسماح بمغادرة ألابا في الميركاتو الصيفي المقبل، لكن القرار لن يكون من طرف واحد.
إذا أبدى اللاعب رغبته في البقاء، فسيحترم النادي ذلك ويواصل الاعتماد عليه كجزء من خط الدفاع.
أما إذا اختار ألابا قبول عرض خارجي، فإن بيريز لن يعترض، بل سيستغل الفرصة لتوفير مبلغ ضخم يمكن إعادة استثماره في تعزيز الفريق.
هذا الموقف يعكس مرونة الإدارة في التعامل مع الوضع. فمع وجود مدافعين مثل أنطونيو روديجر وإيدير ميليتاو، يبدو أن ريال مدريد قادر على امتصاص صدمة رحيل ألابا دون أزمة كبيرة، لكنه لن يتخلى عنه إلا بشروطه.
في حال تأكد رحيل ألابا، لن يترك ريال مدريد خط دفاعه دون تدعيم. الاسم الأبرز في الأفق هو جوناثان هويسن، المدافع الفرنسي الشاب الذي يلعب حاليًا مع يوفنتوس.
بيريز يخطط لاستخدام الأموال الموفرة من راتب ألابا لدفع الشرط الجزائي في عقد هويسن، الذي يُعتبر موهبة واعدة بفضل قوته البدنية ورؤيته الدفاعية.
هذه الخطوة قد تضيف دمًا جديدًا للدفاع الملكي، خاصة مع تقدم روديجر وميليتاو في العمر نسبيًا.
الخطة البديلة تشمل الاعتماد على العناصر الحالية، مع إمكانية منح فرص أكبر للاعبين شباب من أكاديمية النادي مثل راؤول أسنسيو.
لكن التركيز الرئيسي يبقى على استقطاب اسم قوي إذا غادر ألابا فعليًا.
رحيل ألابا لن يكون مجرد تغيير في التشكيلة، بل خطوة مالية ذكية. توفير 22.5 مليون يورو سنويًا سيمنح ريال مدريد مرونة أكبر لتجديد عقود نجوم مثل لوكا مودريتش أو لوكاس فاسكيز، أو حتى تمويل صفقات كبرى في مراكز أخرى مثل خط الهجوم.
في الوقت نفسه، يظهر هذا القرار التزام النادي بتجديد دماء الفريق مع الحفاظ على التوازن بين الخبرة والشباب.