في تطور مثير للأحداث، وصلت الأزمة بين النادي الأهلي المصري والاتحاد المصري لكرة القدم ورابطة الأندية إلى ذروتها، مع تهديدات جدية بالانسحاب من الدوري الممتاز، مما أثار تكهنات حول احتمال انتقال “القلعة الحمراء” إلى دوري آخر.
قرار الأهلي برئاسة محمود الخطيب بعدم خوض مباراة القمة أمام الزمالك أشعل فتيل الجدل، ووضع الجميع أمام سؤال ملح: ماذا لو نفذ الأهلي تهديده؟ وما هي التداعيات المحتملة على الكرة المصرية؟
جذور الأزمة: التحكيم يشعل الفتنة
بدأت الشرارة عندما رفض الاتحاد المصري طلب الأهلي بتعيين حكام أجانب لمباراة القمة في الجولة الأولى من مرحلة التتويج بالدوري المصري، مستنداً إلى “ضيق الوقت” كمبرر.
الأهلي، الذي فقد ثقته في التحكيم المحلي بعد سلسلة أخطاء أثرت على نتائجه، تمسك بموقفه، معتبراً أن استقدام حكام دوليين ضرورة لضمان العدالة.
لكن الاتحاد أصر على تعيين طاقم محلي بقيادة محمود بسيوني، مما دفع الأهلي إلى اتخاذ خطوة غير مسبوقة.
في يوم المباراة، امتنع الأهلي عن التوجه إلى استاد القاهرة، مفضلاً إجراء تدريب في مقره بدلاً من خوض اللقاء.
وبعد انتظار 20 دقيقة، ألغى الحكم المباراة رسمياً، لتبدأ موجة من التكهنات حول العواقب، خاصة مع إصرار الزمالك على احتساب نقاط المباراة لصالحه.
الخطيب يصعد: صدمة لأبو ريدة ودياب
محمود الخطيب، رئيس الأهلي، لم يكتفِ بالانسحاب، بل وجه ضربة معنوية لكل من هاني أبو ريدة، رئيس الاتحاد، وأحمد دياب، رئيس الرابطة.
مصدر داخل الأهلي كشف أن أبو ريدة حاول التواصل مع الخطيب لحل الأزمة، لكن الأخير تجاهل المحاولات، مؤكداً رفضه التفاوض ما لم تنفذ مطالبه.
البيان الرسمي للأهلي كان واضحاً: “لن نكمل الدوري بدون حكام أجانب للمباريات الحاسمة”، وهو موقف عكس تصميماً على التصعيد.
هذا الرفض لم يكن مجرد رد فعل لحظي، بل نتيجة تراكمات من التوتر بين الأهلي والجهات المنظمة، التي يرى النادي أنها فشلت في ضمان حيادية التحكيم وحماية حقوقه.
هل ينتقل الأهلي إلى دوري آخر؟
مع تصاعد الخلاف، بدأت أحاديث عن احتمال انتقال الأهلي إلى دوري خارجي، على غرار ما حدث مع الهلال والمريخ السودانيين.
الناديان السودانيان، اللذان اضطرا للعب في الدوري الموريتاني بسبب الحرب في بلادهما، حصلا على موافقة “فيفا” و”الكاف”، مما يشكل سابقة قد يستند إليها الأهلي.
لكن هذا السيناريو يبقى معقداً، إذ يتطلب أسباباً استثنائية وموافقات دولية، وهو ما لا ينطبق حالياً على الوضع المصري.
تشابه آخر ظهر مع تهديد ريال مدريد بالانسحاب من الدوري الإسباني بسبب أزمة تحكيم، وتحديداً بعد طرد جود بيلينغهام في مباراة أوساسونا.
لكن الأزمة انتهت بتسوية أرضت النادي الملكي، وهو ما قد يُلهم الأهلي للبحث عن حل وسط، رغم أن الوضع المصري يبدو أكثر تعقيداً.
تداعيات كارثية محتملة
لو نفذ الأهلي تهديده بالانسحاب الكامل من الدوري، فإن العواقب ستكون مدمرة على أكثر من صعيد:
هبوط إلى الدرجة الثانية:
تنص لوائح الرابطة على أن الانسحاب يعني خسارة المباراة (2-0) وخصم 3 نقاط، أما الانسحاب الكلي فيستوجب الهبوط للدرجة الأدنى ومنع الفريق من المشاركة في الممتاز لموسمين.
هذا السيناريو سيكون بمثابة زلزال لجماهير الأهلي، التي لم تعتد غياب فريقها عن القمة.
ضربة مالية قاصمة:
يعتمد الأهلي على إيرادات البث التلفزيوني والرعاية، وانسحابه سيُفقده ملايين الجنيهات، مما يهدد استقراره المالي وقدرته على دفع رواتب اللاعبين وإبرام صفقات جديدة.
رحيل الرعاة:
الأهلي، كونه أحد أكبر الأندية شعبية في أفريقيا، يجذب رعاة كباراً يشترطون بقاءه في الدوري الممتاز. الانسحاب سيُنهي هذه العقود، مما يُضاعف الأزمة المالية.
انهيار القيمة السوقية للدوري:
غياب الأهلي سيُقلص جاذبية الدوري المصري، مما يُهدد عقود البث ويُقلل دخل الأندية الأخرى، خاصة مع تراجع الاهتمام الجماهيري بمسابقة تفتقد أحد أعمدتها.
هل هناك مخرج؟
رغم التصعيد، يبقى انسحاب الأهلي من الدوري المصري أمراً غير مرجح بالكامل، إذ لم تشهد الكرة المصرية سابقة مشابهة. لكن الأزمة تكشف عمق الخلاف بين النادي والاتحاد، وتضع الجميع أمام اختبار حقيقي. الزمالك يضغط لاحتساب النقاط، بينما يترقب الأهلي قرار الرابطة، الذي قد يحدد مصير الموسم بأكمله.
محاولات أبو ريدة ودياب لاحتواء الموقف لم تلقَ استجابة من الخطيب، مما يُنذر بتفاقم الوضع. الحل قد يكمن في تسوية تضمن تعيين حكام أجانب للمباريات المتبقية، لكن ذلك يتطلب تنازلات من الاتحاد، الذي يواجه ضغوطاً متزايدة.