في أعقاب الخروج المؤلم من نصف نهائي دوري أبطال إفريقيا أمام ماميلودي صن داونز بنتيجة التعادل 1-1 في مباراة الإياب باستاد القاهرة، يشهد النادي الأهلي حالة من الغليان الإداري والفني.
قرارات حاسمة تُتخذ داخل غرف الاجتماعات، بقيادة محمود الخطيب، تهدف إلى إعادة هيكلة الفريق بعد موسم مخيب للآمال، مع استهداف المدرب الألماني ماركو روزه لقيادة ثورة فنية جديدة.
الخطيب يُطيح بـكولر والجهاز الفني
وفقاً لمصدر مطلع داخل الأهلي، فإن محمود الخطيب، رئيس النادي، فقد صبره على السويسري مارسيل كولر وجهازه الفني بعد الإخفاق الإفريقي.
القرار النهائي يتضمن إقالة كولر وطاقمه بالكامل، حيث يُحمّل الخطيب المدرب مسؤولية الأداء الباهت والخروج من البطولة القارية التي يُعد الأهلي أكثر أنديتها تتويجاً.
تقارير من موقع “أهلي نيوز” أكدت أن كولر رفض حضور اجتماع مع الخطيب عقب إلغاء مران الفريق، مما زاد من حدة الأزمة بين الطرفين.
الخطيب يضع عينيه على الألماني ماركو روزه، مدرب لايبزيج السابق، لقيادة الأهلي فيما تبقى من الموسم وبطولة كأس العالم للأندية 2025.
مصادر من “البوابة” أشارت إلى أن الخطيب يفضل روزه رغم راتبه المرتفع، لخبرته في قيادة فرق كبرى مثل بوروسيا دورتموند وإيمانه بفلسفة هجومية تناسب طموحات الأهلي.
منشورات على إكس رجّحت أيضاً أسماء مثل جوزيه جوميز وكارلوس كيروش كبدائل محتملة، لكن روزه يبقى الخيار الأقرب.
رحيل محمد رمضان وسيد عبد الحفيظ يعود
لم تقتصر القرارات على الجهاز الفني، بل امتدت إلى الإدارة الرياضية.
المصدر أكد أن الخطيب قرر توجيه الشكر للكابتن محمد رمضان، المدير الرياضي، بسبب ما وُصف بـ”الفراغ الإداري” الذي عانى منه الفريق.
وبدأت إدارة الأهلي التواصل مع الكابتن سيد عبد الحفيظ، مدير الكرة السابق، لتولي المنصب مجدداً، حيث يرى الخطيب أن رحيله ترك فجوة كبيرة في إدارة شؤون الفريق.
منشور على إكس من الإعلامي خالد الإتربي دعا إلى عودة عبد الحفيظ ومنحه صلاحيات كاملة، مما يعكس تأييداً جماهيرياً لهذه الخطوة.
رباعي الأهلي خارج التتش
في خطوة صادمة، قرر الخطيب الاستغناء عن 4 لاعبين هم: ياسر إبراهيم، عمر الساعي، أكرم توفيق، وخالد عبد الفتاح، نظراً لعدم حاجة الفريق لخدماتهم في المرحلة المقبلة.
- ياسر إبراهيم: تراجع مستواه وتكرار إصاباته جعلاه خارج حسابات الجهاز الفني المستقبلي.
- عمر الساعي: المهاجم الشاب فشل في فرض نفسه وسط منافسة قوية، وسيغادر على سبيل الإعارة.
- أكرم توفيق: أخطاؤه المتكررة وتراجع مستواه أثارا استياء الجماهير، مما دفع الإدارة لاتخاذ قرار الاستغناء عنه.
- خالد عبد الفتاح: كان خارج الحسابات منذ فترة، مع مفاوضات لإدراجه في صفقات تبادلية مع لاعبين مثل توفيق محمد (بتروجيت) أو عمرو الجزار (غزل المحلة).
تقارير من “الأسبوع” أشارت إلى أن هذه القرارات تأتي في إطار إعادة بناء الفريق، مع التركيز على ضم عناصر جديدة لتعزيز الخطوط الدفاعية والهجومية قبل كأس العالم للأندية.
استفزاز بيراميدز يُفاقم الأزمة
تزامناً مع هذه التطورات، أثار نادي بيراميدز جدلاً بمنشور على فيسبوك يحتفل بتأهله لنهائي دوري أبطال إفريقيا، واصفاً نفسه بـ“فخر القاهرة يكتسح القارة”، في إشارة استفزازية لخروج الأهلي.
هذا التصرف أثار غضب جماهير الأهلي، التي ردت عبر إكس بالتأكيد على هيمنة الأهلي التاريخية بـ12 لقباً قارياً.
مكاسب خفية وسط الأزمة
رغم الصدمة، يرى البعض أن الخروج الإفريقي قد يحمل مكاسب طويلة الأمد:
- نهاية حقبة كولر الدفاعية: أسلوب كولر المحافظ أثار انتقادات الجماهير، وإقالته تفتح الباب لمدرب يتبنى فلسفة هجومية.
- عودة المنسيين: لاعبون مثل محمد مجدي قفشة، حسين الشحات، وأشرف بن شرقي قد يستعيدون بريقهم تحت قيادة مدرب جديد.
- الإعداد لكأس العالم للأندية: القرارات الحالية تمنح الأهلي فرصة لإعادة هيكلة الفريق قبل المونديال، مع الاستفادة من أحمد سيد “زيزو” كإضافة هجومية.
ردود فعل الجماهير: غضب وتفاؤل حذر
عبر إكس، عبّرت جماهير الأهلي عن غضبها من كولر، حيث وصفه أحد المشجعين بـ”المدرب المتردد” الذي لعب دفاعياً في مباراتي صن داونز.
في المقابل، دعا آخرون إلى دعم الخطيب في قراراته، معتبرين أن عودة سيد عبد الحفيظ وإقالة كولر خطوات ضرورية لتصحيح المسار.
خاتمة: الأهلي على مفترق طرق
الأهلي يواجه لحظة حاسمة في تاريخه، مع قرارات الخطيب بإقالة كولر ومحمد رمضان، الاقتراب من ماركو روزه، ورحيل رباعي الفريق.
هذه الخطوات تعكس رغبة قوية في استعادة الهيبة القارية والمحلية، لكن نجاحها يعتمد على دقة اختيار المدير الفني الجديد وإدارة المرحلة الانتقالية.
هل ينجح الأهلي في تجاوز هذا الزلزال ويظهر بوجه جديد في كأس العالم للأندية؟
الأيام القادمة ستكشف المستور.
